أشواق الحريّة , نغمات اللغة, نسماتُ الحب , زوايا الهندسة , روح الطموح , هزّات الإبداع

الثلاثاء، 26 أبريل 2011

لم يسلم من الإبداع أحد !



إن أحسنا التخطيط والتفكير بإيجابية.. فسنبتكر الإبداع

صديقنا ناجح .. يملك إمكانيات غير معقولة , في كل مكان تشاهده , في دورات النهضة وفي الدورات العلمية وفي الأعمال التطوعية وعلى طاولات المطاعم  وعلى الشبكات الإجتماعية..
وحين تسأله ما أكثر المجالات التي تبدع بها .. يقول لك هيَ أربع : البحوث وتلخيص الكتب , وإعطاء الدورات , وبين القطع الإلكترونية , وهوايتي الرسم!..
ناجح , اسمح لي بسؤال وهل تستطيع أن تمارس كل هذه المجالات على أكمل وجه ..
رغم نشاطه بدأ الشحوب يظهر على وجهه .. وقال : للأسف لا , أتمنى أن يكون اليوم اكثر من 24 ساعه لأنجز ما أريد ..

حسناً .. أتريدُ حلاً .. !؟!؟


ناجح أحد نماذج الشباب المتحمس من بيننا , وخلال تواجد الدكتور جاسم سلطان بيننا .. سأله أحد الشباب عن حل لهذا التشويش الذي يصيب الحماس.!

فأجاب:
أولاً : قم بتدوين المجالات القادر على العطاء بها , عشوائياً ..
ثانياً : اعطي من 1-100 درجة لكل مجال من المجالات .. من حيث : ( أكبر وقت تستمر بالعمل به دون أن تشعر بالملل )
ثالثاً : قم بترتيب المجالات من جديد بحسب الدرجات.
رابعاً : خذ رقم واحد في الترتيب السابق , وادخل على شبكة الإنترنت وابحث عن معلومات بهذا المجال .
خامساً : ابحث عن شخصية كتبت عن حياتها في هذا الميدان .
سادساً : إذا ما زلت متعلق بهذا المجال , قابل أشخاص من الواقع .
سابعاً: إذا ما زلت متعلق بهذا المجال , اصحب شخص يعيش بهذا المجال , إذا أحببت العمل استمر ..!
ثامناً: اجعل من المجالات الآخرى قوة إضافية لك ..

نحتاج إلى هذا الترتيب .. لأننا نحكم على اللحظة وليس على المستقبل ..

بدأ ناجح بهذه العملية فوراً وأنا جالسة معه , وعرض النتائج عليّ ..
وقرر بأن مجاله سيكون بين القطع الإلكترونية , وسيقوم بتأسيس شركة عربية له  , تنافس شركة مايكروشيب في القطع الإلكترونية .



الأحد، 17 أبريل 2011

د. جاسم سلطان .. عن قرب!




من على مائدة الإفطار , ونحنُ نحتسي الشاي , جرى بيننا حوار معطاء..!
مع 6 فتيات والأب الروحي لهم .. (د.جاسم سلطان)..
هوَ لا يعشق العطاء فحسب بل ويستمع لك ولكل خواطرك , ولا يقاطعك على الإطلاق , أدب وتواضع غير عادي .. وتبقى الكلمات قليلة لوصف هذه الشخصية المتألقة ..

وفي ملخص عام عن هذا اللقاء .. سأذكر لكم ثلاث أسئلة مع إجاباتهم .. لدرجة أهميتها رغم أن  كل حديث الدكتور كان مهماً ..

لنبدأ مع السؤال الأول من النهضوية دعاء بواب :

دكتور نحنُ بحاجة إلى بناء معرفي .. فما هو البناء المعرفي لشاب النهضة :

الإجابة الجوهرية : بناء الأسس لا يحتاج أكثر من 16 يوم !!! .. ثم بقية البناء يتصاعد حسب الإهتمامات..
فأنتَ لتبني أسس معرفية .. تحتاج لقراءة ومعرفة في : النهضة – التاريخ – الفلسفة – المنطق – مناهج البحث – السياسة – الإقتصاد – أسس الدين ..
ومتابعة برنامج إعداد القادة , والكُتب السبعة لمشروع النهضة..
فالأسس الكبرى في كل مجال هي واحدة .. وحسب إهتماماتك تُكمْل بأحد هذه المجالات..

السؤال الثاني من النهضوية صفاء زغول :

دكتور أريد أن أعرف الذاكرة التاريخة .. لا أتحدث عن كتاب الذاكرة التاريخة .. بل الذاكرة التاريخية المتعلقة بك !.؟

وأتت الإجابة مع إبتسامة :
من الإبتدائي وانا أحب القراءة , وفي الجامعة كل الكتب الإسلامية قرأتها .. وبعد أن كنت أحد أتباع مجموعة خيّرة ولكنها غير منتجة لما هو جديد وفعّال .. بدأت بمحاولة في طرح جديد ولكن تحت اسم حل محتمل , وهوَ مشروع النهضة ..
ولماذا هو حل محتمل : لأن أغلب الأطر الشبابية منتمية وتحتاج إلى بلورة وصياغة .. وإن اقتنع الشباب بالفكرة سنفعل التالي معهم : تم وضع كتب تغيّر اتجاه الدماغ , والخطوة الثانية برنامج تدريب والإجابة على التساؤلات ..
ويقول الدكتور: المشكلة ليس بعدد العاملين من الشباب ولكن في توجيههم .. فجاء مشروع النهضة لتوجيه طاقات الناس ورسم الخطوط العريضة ..
فمشروع النهضة  ينقسم إلى ثلاث مستويات في العمل :
الصناعات الثقيلة : (البحث في الملفات الكبيرة التي تحتاج إلى التعمق بها )
الصناعات المتوسطة : (تنتقل إلى حيز الجمهور وتبسيط الأمور )
الصناعات الخفيفة : (تحركات ميدانية في خدمة مشاريع صغيرة )
..
السؤال الثالث والأخير :

نحنُ نعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام وضع قواعد اساسية في خطبة الوداع .. وقال آلا قد بلغت .. اللهم فشهد ..
وإنكسرت أول قاعدة -للعلم إنكسرت أول قاعدة في عهد عثمان بن عفان- , السؤال: لماذا علي بن أبي طالب وعمر بن عبد العزيز لم يتداركوا هذا الكسر.؟

الإجابة المقنعة الممتعة : إننا ننظر للإنسان الذي نحبه في التاريخ إلى غير إنسان , أي غير قابل للخطأ .. !!!
طلب منّا رسم حيوان غير موجود بالعالم, ورسمنا!
وكانت النتيجة : أن كل منّا رسم حيوان له عيون وأنف وفم وأرجل و..
وكلها أشياء موجودة , وهذه النتيجة توصلنا  إلى أن الإنسان يفعل خياله من الموجود ..
وعهد عثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز , هي كانت مجتمعات بدائية تعيش يوم بيوم , لذلك لا يمكن أن يفعلوا ما هو خارج نطاق عصرهم وخيالهم وإنتاجهم ..
اجتهدوا بطريقتهم .. ويمكننا القول بأنهم اجتهدوا واجتهادهم لم يكن صحيح 100% ..!
....

إنقضت ساعات اللقاء بسرعة , ولم نشعر بها .. من الساعة التاسعة والنصف حتى الساعة الحادية عشر والنصف صباحاً ..
 سألتُ الدكتور هل نحنُ مزعجون .. فأجاب على الإطلاق ونظر إلى الساعة فتذكر المؤتمر.. ومشينا معاً .. وهو يقول مضى الوقت سريعا معكم..

أتعلمون ما أجمل شيء : الأرض .. الأرض التي مشينا عليها .. ويكأنها ترسل إبتسامات وتشهد بأن مرَّ عليها .. رجل عظيم و6 فتيات يحملن همّ الأمّة ...!

وانتهى مساء يومي .. بنظرة أخيرة على القمر المبتهج .. ويكأنه فخور بهذا الجيل ..


تحية من الأعماق إلى هذا الأب الروحي د. جاسم سلطان

الجمعة، 8 أبريل 2011

ما بال الرحمة نُزعت!


في سلام وآمان , نستيقظ وفي عقولنا مئات المشاريع والطموحات , فنذهب إلى العالم الجميل الذي نمارس فيه برائتنا مع أجمل صحبة , فننتقل من قاعة إلى قاعة ومن محاضرة إلى محاضرة ..
ومع نفس الوجوه الوردية .. ومع نفس الأشخاص .. ومن دكتور إلى دكتور ..

وفي تاريخ 8-4-2010 ..

كعادتي في كل صباح أستيقظت وجددتُ النوايا وقرأتُ الأذكار وانطلقتُ إلى مجتمعي ..
ركبتُ المواصلات المعتادة .. ولكن صادفتني أول رسالة في ذاك الصباح ..
(ما بالُ الرحمة نُزعت من قلوب سُكان هذه الأرض )..
تأثرت بهذه العبارة .. وتعجبت من هذه البداية لهذا اليوم .. وتوقفت عندها كثيراً .. وتفكرت بالرحمة التي تجمدت والتي نزعت والتي تلاشت !!!





لم يخطر بالبال أنّه سيكون هذا اليوم أكبر مثال على تلاشي الرحمة , ووصلتُ إلى مقر العلم ..
في الساعة العاشرة رأيتُ أكبر تجمع أمام أحد الكليات , وسمعتُ بقصة طعن ..!
لم أكترث للأمر كثيراً , ولم أرى شيء من هذا القبيل , واعتدتُ أن لا أصدق كلّ الإشاعات ..
وبعدها بعشر دقائاق , سمعتُ بخبر : (أخلوا المباني تمّ تعليق الدوام ) ...!
بدأ الذعر ينتشر , وسمعنا بعض العيارات النارية ..!
وإذ بعصابة من الغيلان أو الوحوش يحملون العصي والحجارة وحتى الرشاشات .. حاصروا صرحنا وهاجموه ,وبدأوا بتكسير المباني والسيارات بالحجارة , وحوصرنا نحن الفتيات , من ورائنا ألواح زجاجية ومن أمامنا تحطيم وحجارة تتطاير ..
قام بعض الشبّان الأبطال بكسر الألواح الزجاجية لنتمكن من دخول المبنى ونحتمي .. دخلنا المبنى من بين الزجاج , والذعر يملئ قلوبنا وقطرات الدموع تقف على أطراف العيون .. والدهشة تغمر كل الوجوه الصفراء ..!

وبعدما جفت الدماء في العروق .. وكاد القلب يقف من قوة النبض , سمعنا أحد الشباب يقول : من أراد أن يغادر فليغادر نحو بوابة الهندسة .. بالطبع بدأت الجموع بالإنطلاق .. علّها تهرب من تلك الهمجية ومن تلك الغابة الموحشة ..

فعلا ما بال الرحمة نزعت من سكان هذه الأرض ..
نتائج هذه الحادثة : أسبوع تعليق دوام , ذعر وخوف يحيط المكان , مقتل شاب في مقتبل العمر , ودخول شاب في ريعان الشباب إلى السجون ..
ومازلتُ أتسائل : ما هو السبب العظيم الذي يستحق كل هذه النتائج !!

حادثة طعن / 8-4-2010