أشواق الحريّة , نغمات اللغة, نسماتُ الحب , زوايا الهندسة , روح الطموح , هزّات الإبداع

الأربعاء، 9 مارس 2011

"كتاب" اقتحمت سجل الإبداع



هذان شابان تخرجا من كلية الهندسة , وحصلا على بعثة للولايات المتحدة الأمريكية للحصول على الشهادات العليا, فرصة يحلم بها الكثيرون .. ولكنهما قررا تحقيق حلم راودهما أن يكونا علمين في مجال التكنلوجيا , لم يكونا يملكان شيئا لحظة القرار .. ضحك الناس منهما .. اعتقد آباؤهم أنهم يسيرون في طريق الفشل , فمن هو العاقل الذي يترك بعثة لأمريكا للدراسة ليبدأ مشروعا لا خبرة له فيه , ولا يمتلك المال ولا البيئة الحاضنة !
بدأ الشابان من غرفة صغيرة في بيت أحدهم , رسما أحلامهما .. نظر الأهل إليهم مشفقين وراجين أن يفيقا من أحلامهما .. تحدثا عن حلمهما مع الكثيرين , شجعهم البعض .. وأحبطهم الكثير .. هما يريدان إنتاج التكنولوجيا المتوسطة , وخاصة اللوحات الالكترونية (السبورات) وهي سوق يريدان أن ينافسا فيه اليابان والصين وأمريكا وإسرائيل .. وقعت كلماتهم عند شخص لا يمتلك إلا ألفي دولار!
اقتسمها معهما لعائلته ألفا , ولهما الألف الثانية ليبدءا مشوارهما .. اشتريا كمبيوترا بأغلب المبلغ وبقي القليل ليعيشا منه .. عاشا حياة متقشفة .. وانتقلا بالفكرة من فضاء إلى فضاء .. سألتهما كيف تعلمتما أسرار العمل التجاري قالا: عبر شبكة الإنترنت! كل شيء موجود لمن يبذل الجهد . ضحك أحد الشابين وهو يعلق "حين كنا نتفاوض مع الممولين اعتقدوا أننا خريجون من أكسفورد في مجال الأعمال " . نجحت الفكرة وقامت مؤسسة "كتاب" وهي اليوم تبيع لشركتي مايكروسوفت وإنتل!


ما هو سر النجاح؟ ليس الأسرة التجارية , وليست المعرفة التجارية , فالمال يمكن أن يأتي ولو بعد حين , والمعرفة يمكن أن تتعلم بالقراءة والخبرة المتراكمة , ولكنها أولا الإرادة الإنسانية التي تتولد من فكرة كبيرة .
يعلق أحد الشابين :" لقد قررنا أن نقتحم مجال التكنلوجيا , وأن ننافس لنرسم الطريق أمام الشباب العربي بأن طريق التقدم مفتوح لمن يريد . لقد ربطنا أنفسنا بالله وقررنا أن يكون هو ثالث الشريكين . كنا مستعدين للصبر حتى نرى الطريق , كنا دائماً ما نذكر بعضنا بالهدف وبالطريق "خلطة يعرفها كل الناجحين"

هذه القصة من كتاب بداية جديدة للدكتور جاسم سلطان.

خالد وتوفيق يتحدثون إليكم ليشرحوا لكم التقنية التي ابتكروها بأنفسهم:



أجمل الجمل:
أنتم من أي بلد عفواً ؟ من الأردن .. أها أنتم من الأردن أنتم متقدمون إذا بالتكنلوجيا ..
فمثال واحد ناجح غيّر من نظرة الآخرين للمجتمع..

أيضاً .. سُؤل خالد كم تطبيق لديكم في هذا المنتج أجاب : خمس تطبيقات عملية , قمنا بتسميتهم بالعربي-متعمّد لـ التركيز على صُنع في الوطن العربي- ( كتاب أبجد , كتاب درس , كتاب رابط , كتاب إجابة للتصويت , كتاب بُردة ) حتى التراث وإحيائه من ضمن هذه التكنلوجيا..

كما تلاحظون خالد وتوفيق شابان من الوطن العربي .. أتقنا البناء الداخلي قبل أن يكون الاقتحام , بالقراءة تحدوا الصعاب وحاولوا ونجحوا .. وكانوا هم التغيير الذي يريدونه للعالم ..
أتمنى أن تشتغل الغيرة الإيجابية في شباب الوطن العربي ويتأثروا بهذا النموذج المبدع ..

فالمعادلة تقول :

تحديات البيئة + شعب مستعد بقيادة مبدعين = حضارة






السبت، 5 مارس 2011

القائد .. وعملية الإستقطاب!





القائد .. وعملية الإستقطاب! 

نطمح بأن نكون قادة للنهضة , ونحسب القائد منّا أن يكون غني بالثروة المعلوماتية وأيضاً بالخطابة الناجحة والقوة الإيمانية بمعتقداته وأفكاره, فأفكارك التي تؤمن بها حقاً لا بُد أن تدافع عنها بقوّة لتحيا .. وعندها ستنجح بلا شك..!

ولكن السؤال الذي يدور في عقول الناشئة في مجال القيادة .. أي المسارات نقود,وأي الأمور الواجب إصلاحها في بدايات الطريق .
فأقول لك : مثلك مثل المزارع, فأي مزارع يفكر بمشروع ليجني فيه أرباح كثيرة يرجوها , لا بُد بالبداية ان يتملك أرض يقيم عليها مشروعه بالإضافة إلى مُعدّات .
ثم بعدها يختار أنواع البذور التي يحتاجها مجتمعه ومن حوله, وبعدها يباشر بالتطبق العملي والتنفيذ.

والبداية العملية الأولى لهذه الأرض حراثتها وإزالة الحجارة والأشواك , لتصبح أرض صالحة خصبة للزراعة ..
حينها سواء باشر بالزراعة  أو أخرّها وأتى من بعده لزراعتها ستنمو البذرة بسهولة ويسر, دون  أن تتعرض للموت المفاجئ , على أن لا تطول الفترة بين الحراثة ووضع البذرة ..!

وبالتأكيد لا بد من توفير الري المناسب , حيث لا تكون نسبة الري كثيرة قاتلة , ولا قليلة جافة..

فكما يقول المفكر محمد أحمد الراشد أن التعامل مع النفوس هو المرشح للدوام ..

التربية ونشر الوعي وإزالة المغالطات وإصلاح النفوس والتحدّث إلى القلوب من القلب ,  فهذه هي الحراثة التي يجب لأي قائد أن يحسن الحديث بها . أما القوة والمراوغة والخداع , هي تنفع مؤقتاً ولا تدوم ..

حالات مجتمعات البشر متفاوته , وأنت القائد الذي يُعجلك هذا التفاوت , لأنه يثبت قدراتك وذكائك , فتتمسك بالأطوار بشتى أنواعها.
فمنهم من هو مستمع جيد ويتأثر , ومنهم من هو شديد الحماس , وقد تجد من لا يتفاعل معك..!

الشخوص المتأثرة اغرس بها الفكر والمفاهيم , وحب العطاء وضرورته , حينها تضمن بأن الحياة ستبقى نابضة متجددة بهم.
أما الشخوص شديد الحماس , قدّم لها أفكار عمليّة , فهي شخصيات ليس لها جلد على تلقي المعلومات وحدها, فهي تحبّ التفريغ أول بأول, استغل الحماس وأضف إليه الوعي , لتستمر في الإنجاز القوي .
أما الفئة القليلة التي لا تتفاعل معك ! , اصبر واستمر في مخاطبة العقول ,علّها تلين يوماً ما ..

هناك ملاحظة , لاحظها الفقهاء من قبل وذكروا (أن الخير : في النادر من الناس فإذا استوى الناس في الشر ولم يكن فيهم ذو خير كانوا من الهلكى )
علينا أن نطلّع على الأرض التي سنحتويها , وأنواع البذور التي تصلح لها , بالفكر وليس بالمراوغة , وبالإيمان وليس بالمخادعة , والله ولي التوفيق .


أبذر الخيــر ونم .. تُدغدغــك عند الصُبح ثمارُه ..!