دعني أذكر خبر هذا اليوم , انتهى النهار وأسدلت السماء ستارة الإسترخاء , ورغم كل اللين الذي يملكني راودني سؤال ذو قوة رائعة ولعمري ويكأنه أقوى من القوة ذاتها , لأنه أظهر لي حقيقتي في يومي هذا و آلا وهوَ : عقلي هل أنت فخور بي؟ وأنت يا قلب هل فخور بي ؟ إليكَ جسدي هل انت راضٍ عنّي ؟
وجاء العقل الشامخ ليجيب : صديقي أنا حقاً فخور بك , فاليوم واتمنى أن يستمر كل يوم , قدّمت للأمة فكرة هذا المقال أولاً , وفكرة مشروع لنهضة علمية , بالإضافة لفكرة تخدم الإسلام والإنسانية , أديّت واجب العقل يا صديقي لذلك فخور بك ..!
بقلق.. وأنتَ يا قلبي ؟
فأجاب بسرعة وأنا كذلك فخور بك .. يا صديقي حين أجالس بقية القلوب الآخرى أجد فيها بعض المعكرات والشوائب قد احتلت مساحة ومكان بها , فابدأ أقارن بين قلبك وقلوبهم فلا أجد ما يتحدثون عنه ..
أطرقتُ رأسي بخجل محدّثاً ومصارحاً : لكن أنا اليوم تحدثت مع زملائي في المهنة والمحنة ووضعت اعيني بأعينهم , أما زلتُ في نفس الموضع الأول أم اهتزت صورتي أمامك يا قلب ..!
على العكس تماماً يا صديقي , وهذا ما جعلني فخور بك اكثر ..! وأعلمُ جيداً لولا الضرورة والحاجة والغاية لما فعلت ذلك , وأعلمُ أيضاً بأنك لم تضع أخلاقك وتدينك جانباً , وإنما استعنت بهم لتقف وقفتك هذه..!
بقي لي جسدي , هل هو راضٍ عنّي ..
جسدي القوي يتحدّث : أتحسب يا صديق بعد شهادة العقل والقلب هل بقي لي قول ؟؟ ملاحظتي الوحيدة بأنك أهلكتني اليوم مشياً ..
خططتُ قصة يوم وشهر وسنة , وبتُ ساخطة على ذلك السُخف الذي يجتاح قلوب وعقول الكثير ..!
أفهمت مقصدي , أم أزيدك؟ فليس ذلك بغرور واستكبار , ولكنه كبرياء عقل وقلب أبى الصمت فنطق !
بينما أنا منهمكة بالكتابة , رأيت من يرمقني بنظرات , وإذ به القمر مبتهجاً هذه الليلة , ويكأنه يقول وما قال : وأنا فخور بك يا صديقي ..
~