أشواق الحريّة , نغمات اللغة, نسماتُ الحب , زوايا الهندسة , روح الطموح , هزّات الإبداع

السبت، 3 سبتمبر 2011

خواطر من الحرم المكي ..



قضيت العشر الأواخر في الحرم المكي , فاستوقفتني مشاهد وخواطر ومواقف إيجابية وسلبيّة ..!
فقلتُ في نفسي : الأستاذ أحمد الشقيري تحدث في برنامج خواطر بأجزائة عن الإحسان والإتقان واليابان وعن الإيجابية في الوطن العربي.. فلماذا لا يخصص في رمضان القادم خواطر (8) يتحدث فيه عن الإتقان والإحسان في الحرم المكي .. فهي أهم بقعة على وجه الأرض للمسلمين .. بحيث يطرح في حلقاته عن الإيجابيات والسلبيات وأمور كثيرة غائبة عن الكثير !!

أما أنا الآن فسأتحدث عن خواطري الشخصية التي حققتها في العشر الأواخر..! وسأذكر لا الإيجابيات فقط بل سأكون في قمّة الواقعية رغبة مني بأن تكون هذه البقعة رمز للواقعية الإسلامية الحقيقية ..

هل كان صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام يتزاحمون للوصول إلى الحجر الأسود .. هذا كان سؤالي وأنا في الطواف حول الكعبة ! كان الصحابة رضوان الله عليهم يطوفون حول الكعبة وهم قابضين بأيديهم إلى جنوبهم حياءً ولعدم إيذاء غيرهم , فكان تزاحمهم التزاحم الطبيعي الخالي من الأذية , أما ما شاهدته من أيدي مرفوعة ودعم بالأيادي لظهور وأبدان الكثير !! فكم هذا مؤلم جسدياً ونفسياً ..

بينما  في وقت الظهيرة وأنت تؤدي الطواف , ينعشك رذاذ الماء فتنظر إلي يمينك تجد أحدهم قد ضحى بعرقه وجهده ليقف بين الناس ليخفف عنهم مشقة الحر..

وآخر يضحي بماله وجهده فيمسك علب من المناديل ويوزعها على الطائفين فيمسح عرقهم وجهدهم  الطاهر...

كادر العاملين في الحرم المكي لو قلت بأنهم بعدد شعر الرأس فلن تكون مبالغة !! إحسان وإتقان وإنجاز فلكل عامل لباس خاص , اللون البيج للعاملين في سُقيا زمزم , واللون الأخصر للنظافة , والزيتي للأمن ,غير المتطوعين المقسمين , جزء لتوزيع التمر وجزء لتوزيع القهوة .. فكل منهم يعلم ما عليه من دور فيؤديه على أكمل وجه ودون تقصير!



حين يكون عدد المتوجهين للحرم المكي أربعة ملايين ونصف فماذا تتوقع بشأن النظافة ؟؟ من الطبيعي أن تجد النظافة معدومة ورغم كل هذا كان تنظيف المكان لا يأخذ مع العاملين سوى بعض الدقائق ليعود المكان بغاية الأناقة ..

تحدّث الشقيري في خواطر عن دورات المياه , فأما عن دورات المياه في الحرم المكي ومع وجود كل هذا العدد الضخم للبشرية إلا أنها أنظف دورات مياه قد تمر عالإنسانية !

أمّا عن الإصطفاف وقت الصلاة من كان يظن أن هذه الجموع يستطيع أن ينظمها أحد !! ولكن كلمة الله أكبر هي التي تنظمهم ..
الجهود المبذولة في توسعة الحرم مدهشة ! مدهشة ! نظرت وتأملت بالأساسات فأصابني دوار لعظمة المشهد .

أمّا ما يثير إستفزازي حقاً .. هي الأخطاء الأخلاقية التي تخص النفوس البشريّة . هناك  من يفعلها عن جهل وهناك من يصنعها متعمداً وهناك من تخرج منه في لحظة  غضب..
ولكن!!
حين تذهب إلى ملك ولله المثل الأعلى , حرس الملك لا يُدخلون أي أحد على هذا الملك , بل ويجب أن يكون المتقدم في درجة عالية من الأخلاق والرتابة والوقار!
وهكذا أيضاً يجب ان يكون في هذه البقعة المباركة , وهذا الجانب ألوم فيه مرشدين الرحلات وإدارة الحرم !

الحرم المكي يحتوي على جماليات كثيرة , صوت القراء وصلاة الجنازة ومنظر الكعبة .. ورائحة المسك ..

هذه البقعة أهم بقعة على وجه الأرض تخصنا كمسلمين .. فيجب ان يكون إهتمامنا بها أكبر بكثير ..
وهكذا أكون قد انتهيت من رحلة الخواطر الشخصية في العشر الأواخر .. على أمل أن يُسلط الضوء أكثر على هذا الموضوع والحديث عنه بصورة مفصلة  ..

الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

مُذكرات العشر الأواخر ..!



من عالم السمو الروحي .. إلى عالم الفجوة القاهرة .. كيف تستوي الحياة ؟؟

لو كان لدّي جبل من الهموم وأعلم أن الله هو الله .. فسأدعوا الله ليفرّج الهموم ..! هل هذه الدعوة ستكون .. كالذي لديه جبل من الهموم وذهب إلى الحرم المكي وجلس أمام الكعبة ودعى .. هل قوّة الدعوتين واحدة ؟؟ وهل اليقين والمشهد والسكينة والقرب واحد !!
كم أفتقد الكعبة وأحترق لفراقها .. إنّي على فراقك يا كعبة لمحزونة !

أمّا أنتَ يا رمضان . من قبل المغرب بنصف ساعة وحتى القيام (صلاة التراويح ) بصوت الجُهني  و المعيقلي فثم صلاة التهجد (صلاة الليل) بصوت شريم والسديس .. إلى الفجر وحتى الشروق ..! فيُكتبُ لي أجر عُمرة ..!
هل سأصبر إحدى عشر شهراً ليتكرر الشعور .. ولا أعلم إن كُنت سأحظى به مرة أخرى .. أم سأكون من الخاسرين !
فكيف أصف هذا الفقيد .. وكيف أصف هذا الشعور الملازم !!

ومع كل هذا تلازمني الحسرة بأني لم أسمع تكبيرات العيد إلا مدة نصف ساعة في طريق العودة إلى الوطن !!
فأين تكبيرات النصر التي كانت تحلق في سماء البلاد ..! وأين تكبيرات الحمد من قلوب مبّشرة بالتكريم والغلبة !!

وأيُّ عيد هذا تمّ قضاؤه على السرير.. وفي ميادين التحرير!!

ليتكم شاهدتم مشهد الجمع المتجمّع في بقعة واحدة يصل عدده إلى أربعة ملايين ونصف ..
وليتكم شاهدتم القطرات المتجمهرة في عيونهم ..
وليتكم شاهدتم التنظيم والإتقان والكرم الحاتمي والعزة الإسلاميّة ..

المشهد التلفزيوني لا يكفي والله! .. أعلم أن هناك قلوب أصبحت وأمست وهي تبكي وتتمنى أن تخترق الشاشة التلفزيونية وتمكث عند الكعبة !

فهل هناك من يفكر كيف يحقق للمتمنيين أمنيتهم هذه ..

فأتذكر دعاء السديس ليلة ختم القرآن حين دعى للمسجد الأقصى فضجت ذرات الهواء ليلتها وبكت القلوب لا حسرة فقط بل بضيق وألم !!

فهل هناك من يفكر في تحقيق هذه الأمنية لجميع المسلمين !!

مذكراتي في العشر الأواخر لم تنتهي ..
فهناك المزيد في خواطر في الحرم المكي .. لاحقاً ..
وكل عام وأنتم بخير !


دعاء السُديس ليلة ختم القرآن في الحرم المكي ..





السبت، 4 يونيو 2011

طُرفة ومهارة على السريع 2..


سلسلة طُرفة ومهارة على السريع ~2~

طرفة..!
ذات يوم بينما كنت جالسة في الباص .. دخل رجل كبير في السن يحمل بيده كاسة شاي , والغريب أن الكاسة من زجاج !
إلتفتُ خلفه وإذ بامرأة تلحق به وتصرخ !!!
عجباً ما القصة...؟؟
دخل الرجل وجلس يحتسي الشاي .. ودخلت المرأة وكانت غاضبة جداً , فأمسكت بقميصه وهزته وقالت له : "أعطيني حق الشاي " ..!
والرجل مازال صامد ولا يقول أدنى شيء .. فاعادت الفعل والقول عشرات المرات .. وبالنهاية نطق الرجل .. وقال : "ما معي"!!
غضبت المرأة أكثر وأكثر .. "كيف ما معك " .. "يلي ما معو ما بلزموا" .. "بدي حق الشاي" .. "أنا ما بشتغل عندك " .......
تدخل سائق الباص وأخرجهم من الباص ليكمل مسيره ؟؟
أخذت المرأة كاسة الشاي بعنف وقوة .. وذهبت واشتكت عنه لرجل الشرطة ..!
وبعدها سكبت الشاي على أحد جوانب الطريق ..!
والرجل يلحق بها !

~ هو موقف حقيقي حدث..

مهارة على السريع .. !
بعنوان : (فلسفة الـ share )


إذا أردت أن تنشر معلومة أو فائدة أو مقال لأكبر عدد من الأشخاص , فقط يلزمك أن تتعاون أنت وأصدقائك على Share  .. 
فبكل بساطة قدّم لنا الغرب  الفيس بوك كنّا نحسبه بالبداية نقمة على العرب , ولكن أصبح بمقدورنا أن نستغل هذه النقمة لتصبح نعمة أنعمنا بها , وأصبحنا نعرف أخبار العالم والتكنلوجيا والثورات بمجرد تسجيل الدخول ..

فإذا أردت أن تنشر معرفة أو معلومة أشرك معك 6 من أصدقائك , وقل لهم أريد هذه المعلومة أن يتشاركها الجميع ..
فنشأت فلسفة ال share  وبتفنن .. فاتسع مقدار المعرفة ..
فهؤلاء ال 6 على الأقل نقلوها ل 60 شخص .. وتستمر المعادلة ..


"تزداد قيمة المعرفة عندما يتشاركها الجميع "

الثلاثاء، 10 مايو 2011

وقفةٌ مع ذاتي ..



دعني أذكر خبر هذا اليوم , انتهى النهار وأسدلت السماء ستارة الإسترخاء , ورغم كل اللين الذي يملكني راودني سؤال ذو قوة رائعة ولعمري ويكأنه أقوى من القوة ذاتها , لأنه أظهر لي حقيقتي في يومي هذا و آلا وهوَ : عقلي هل أنت فخور بي؟ وأنت يا قلب هل فخور بي ؟ إليكَ جسدي هل انت راضٍ عنّي ؟


وجاء العقل الشامخ ليجيب : صديقي أنا حقاً فخور بك , فاليوم واتمنى أن يستمر كل يوم , قدّمت للأمة فكرة هذا المقال أولاً , وفكرة مشروع لنهضة علمية , بالإضافة لفكرة تخدم الإسلام والإنسانية , أديّت واجب العقل يا صديقي لذلك فخور بك ..!


بقلق.. وأنتَ يا قلبي ؟
فأجاب بسرعة وأنا كذلك فخور بك .. يا صديقي حين أجالس بقية القلوب الآخرى أجد فيها بعض المعكرات والشوائب قد احتلت مساحة ومكان بها , فابدأ أقارن بين قلبك وقلوبهم فلا أجد ما يتحدثون عنه ..
أطرقتُ رأسي بخجل محدّثاً ومصارحاً : لكن أنا اليوم تحدثت مع زملائي في المهنة والمحنة ووضعت اعيني بأعينهم , أما زلتُ في نفس الموضع الأول أم اهتزت صورتي أمامك يا قلب ..!


على العكس تماماً يا صديقي , وهذا ما جعلني فخور بك اكثر ..! وأعلمُ جيداً لولا الضرورة والحاجة والغاية لما فعلت ذلك ,  وأعلمُ أيضاً  بأنك لم تضع  أخلاقك وتدينك جانباً , وإنما استعنت بهم لتقف وقفتك هذه..!


بقي لي جسدي , هل هو راضٍ عنّي ..
جسدي القوي يتحدّث : أتحسب يا صديق  بعد شهادة العقل والقلب هل بقي لي قول ؟؟ ملاحظتي الوحيدة بأنك أهلكتني اليوم مشياً ..


خططتُ قصة يوم وشهر وسنة , وبتُ ساخطة على ذلك السُخف الذي يجتاح قلوب وعقول الكثير ..!


أفهمت مقصدي , أم أزيدك؟ فليس ذلك بغرور واستكبار , ولكنه كبرياء عقل وقلب أبى الصمت فنطق !


بينما أنا منهمكة بالكتابة , رأيت من يرمقني بنظرات , وإذ به القمر مبتهجاً هذه الليلة , ويكأنه يقول وما قال : وأنا فخور بك يا صديقي ..


~

السبت، 7 مايو 2011

أسرار قائد النهضة من عبقرية الصديق



بعد دورة إعداد القادة لمشروع النهضة , أصبحت قرأتي للكتب تأخذ طابع جديد , أبدأ بربط  معلومات الكتاب بالنهضة , حتى كاتب الكتاب والسبب الذي دفعه من الكتابة بهذا الموضوع , والرسالة التي أراد أن يوصلها , فبعد قرأتي للكتاب أربط ما قرأته بأرض الواقع , وكيف أطبق ما قرأته على نفسي , وألخص الكتاب بعبارات اعجبتني فيسهل حفظ المعلومات والرجوع إليها ..

وأنا في محطة كتاب "عبقرية الصديّق للعقاد " مررتُ على شخصية أبو بكر الصديق . فستنتجتُ بعض أسرار هذا القائد.. حيث أنّ:

أسرار قائد النهضة من عبقرية الصديق ..

أولاً : اليقين : "لا ريب أن يقين الصديق بنصرة الإسلام على الدين كله في يوم من الأيام قد كان أقوى يقين سكن في قلب إنسان أو سكن إليه قلب إنسان "  فوعود القرآن قد كان عنده حقيقة عيان , بل أمكن من حقيقة العيان ..!

ثانياً : كان أبو بكر الصديّق شديد الحيطة واليقظة والروية , حيث حيطته في حراسة المدينة وهي الحصن الذي يقيم فيه فلا بُد أن يبقى صامد . وأيضاً كان يتزود بالعلم لمعرفة فنون الحرب وقدرته على قيادة الجيوش ..

ثالثاً : كان كلام أبو بكر الصديق رصين وجيز لا يعتمد على الإرتجال, وكان رجل لا تفوته فائته من شأن القبائل , وكان قائد يحسن إختيار القادة , ولا ينسى أن يقدم التعليمات لكل قائد والتوصيات والتحذيرات .

رابعاً : ومن أعظم أسرار هذا القائد , هو تطبيق سنة الرسول عليه الصلاة والسلام من مشاورة ذوي الرأي والثقة , حيث كانت سياسته سياسة المقتدي المقتدر الفعال , ولم يكن مقتدياً على ضعف وتواكل .

خامساً : الصديّق قبل أن يقدم على معركة كان يعلم تاريخ العدو , وخسائره السابقة.

سادساً: كان يُعرف بالرجل الأسيف , ومع ذلك كان يحسن استخدام الشدة واللين في شتى المواضع..

سابعاً: كان للصديق حجة ناهضة وبُعد نظر, فكان حين يحكم على موقف يربطه بموقف سابق للرسول ويقيس عليه ويحكّم عقله وبعد نظره..

هكذا كان الصديّق .. واعتقد أن هذه الأسرار يمكننا أن نتوارثها من هذا الرجل العظيم مع العزيمة والإصرار ..





الثلاثاء، 26 أبريل 2011

لم يسلم من الإبداع أحد !



إن أحسنا التخطيط والتفكير بإيجابية.. فسنبتكر الإبداع

صديقنا ناجح .. يملك إمكانيات غير معقولة , في كل مكان تشاهده , في دورات النهضة وفي الدورات العلمية وفي الأعمال التطوعية وعلى طاولات المطاعم  وعلى الشبكات الإجتماعية..
وحين تسأله ما أكثر المجالات التي تبدع بها .. يقول لك هيَ أربع : البحوث وتلخيص الكتب , وإعطاء الدورات , وبين القطع الإلكترونية , وهوايتي الرسم!..
ناجح , اسمح لي بسؤال وهل تستطيع أن تمارس كل هذه المجالات على أكمل وجه ..
رغم نشاطه بدأ الشحوب يظهر على وجهه .. وقال : للأسف لا , أتمنى أن يكون اليوم اكثر من 24 ساعه لأنجز ما أريد ..

حسناً .. أتريدُ حلاً .. !؟!؟


ناجح أحد نماذج الشباب المتحمس من بيننا , وخلال تواجد الدكتور جاسم سلطان بيننا .. سأله أحد الشباب عن حل لهذا التشويش الذي يصيب الحماس.!

فأجاب:
أولاً : قم بتدوين المجالات القادر على العطاء بها , عشوائياً ..
ثانياً : اعطي من 1-100 درجة لكل مجال من المجالات .. من حيث : ( أكبر وقت تستمر بالعمل به دون أن تشعر بالملل )
ثالثاً : قم بترتيب المجالات من جديد بحسب الدرجات.
رابعاً : خذ رقم واحد في الترتيب السابق , وادخل على شبكة الإنترنت وابحث عن معلومات بهذا المجال .
خامساً : ابحث عن شخصية كتبت عن حياتها في هذا الميدان .
سادساً : إذا ما زلت متعلق بهذا المجال , قابل أشخاص من الواقع .
سابعاً: إذا ما زلت متعلق بهذا المجال , اصحب شخص يعيش بهذا المجال , إذا أحببت العمل استمر ..!
ثامناً: اجعل من المجالات الآخرى قوة إضافية لك ..

نحتاج إلى هذا الترتيب .. لأننا نحكم على اللحظة وليس على المستقبل ..

بدأ ناجح بهذه العملية فوراً وأنا جالسة معه , وعرض النتائج عليّ ..
وقرر بأن مجاله سيكون بين القطع الإلكترونية , وسيقوم بتأسيس شركة عربية له  , تنافس شركة مايكروشيب في القطع الإلكترونية .



الأحد، 17 أبريل 2011

د. جاسم سلطان .. عن قرب!




من على مائدة الإفطار , ونحنُ نحتسي الشاي , جرى بيننا حوار معطاء..!
مع 6 فتيات والأب الروحي لهم .. (د.جاسم سلطان)..
هوَ لا يعشق العطاء فحسب بل ويستمع لك ولكل خواطرك , ولا يقاطعك على الإطلاق , أدب وتواضع غير عادي .. وتبقى الكلمات قليلة لوصف هذه الشخصية المتألقة ..

وفي ملخص عام عن هذا اللقاء .. سأذكر لكم ثلاث أسئلة مع إجاباتهم .. لدرجة أهميتها رغم أن  كل حديث الدكتور كان مهماً ..

لنبدأ مع السؤال الأول من النهضوية دعاء بواب :

دكتور نحنُ بحاجة إلى بناء معرفي .. فما هو البناء المعرفي لشاب النهضة :

الإجابة الجوهرية : بناء الأسس لا يحتاج أكثر من 16 يوم !!! .. ثم بقية البناء يتصاعد حسب الإهتمامات..
فأنتَ لتبني أسس معرفية .. تحتاج لقراءة ومعرفة في : النهضة – التاريخ – الفلسفة – المنطق – مناهج البحث – السياسة – الإقتصاد – أسس الدين ..
ومتابعة برنامج إعداد القادة , والكُتب السبعة لمشروع النهضة..
فالأسس الكبرى في كل مجال هي واحدة .. وحسب إهتماماتك تُكمْل بأحد هذه المجالات..

السؤال الثاني من النهضوية صفاء زغول :

دكتور أريد أن أعرف الذاكرة التاريخة .. لا أتحدث عن كتاب الذاكرة التاريخة .. بل الذاكرة التاريخية المتعلقة بك !.؟

وأتت الإجابة مع إبتسامة :
من الإبتدائي وانا أحب القراءة , وفي الجامعة كل الكتب الإسلامية قرأتها .. وبعد أن كنت أحد أتباع مجموعة خيّرة ولكنها غير منتجة لما هو جديد وفعّال .. بدأت بمحاولة في طرح جديد ولكن تحت اسم حل محتمل , وهوَ مشروع النهضة ..
ولماذا هو حل محتمل : لأن أغلب الأطر الشبابية منتمية وتحتاج إلى بلورة وصياغة .. وإن اقتنع الشباب بالفكرة سنفعل التالي معهم : تم وضع كتب تغيّر اتجاه الدماغ , والخطوة الثانية برنامج تدريب والإجابة على التساؤلات ..
ويقول الدكتور: المشكلة ليس بعدد العاملين من الشباب ولكن في توجيههم .. فجاء مشروع النهضة لتوجيه طاقات الناس ورسم الخطوط العريضة ..
فمشروع النهضة  ينقسم إلى ثلاث مستويات في العمل :
الصناعات الثقيلة : (البحث في الملفات الكبيرة التي تحتاج إلى التعمق بها )
الصناعات المتوسطة : (تنتقل إلى حيز الجمهور وتبسيط الأمور )
الصناعات الخفيفة : (تحركات ميدانية في خدمة مشاريع صغيرة )
..
السؤال الثالث والأخير :

نحنُ نعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام وضع قواعد اساسية في خطبة الوداع .. وقال آلا قد بلغت .. اللهم فشهد ..
وإنكسرت أول قاعدة -للعلم إنكسرت أول قاعدة في عهد عثمان بن عفان- , السؤال: لماذا علي بن أبي طالب وعمر بن عبد العزيز لم يتداركوا هذا الكسر.؟

الإجابة المقنعة الممتعة : إننا ننظر للإنسان الذي نحبه في التاريخ إلى غير إنسان , أي غير قابل للخطأ .. !!!
طلب منّا رسم حيوان غير موجود بالعالم, ورسمنا!
وكانت النتيجة : أن كل منّا رسم حيوان له عيون وأنف وفم وأرجل و..
وكلها أشياء موجودة , وهذه النتيجة توصلنا  إلى أن الإنسان يفعل خياله من الموجود ..
وعهد عثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز , هي كانت مجتمعات بدائية تعيش يوم بيوم , لذلك لا يمكن أن يفعلوا ما هو خارج نطاق عصرهم وخيالهم وإنتاجهم ..
اجتهدوا بطريقتهم .. ويمكننا القول بأنهم اجتهدوا واجتهادهم لم يكن صحيح 100% ..!
....

إنقضت ساعات اللقاء بسرعة , ولم نشعر بها .. من الساعة التاسعة والنصف حتى الساعة الحادية عشر والنصف صباحاً ..
 سألتُ الدكتور هل نحنُ مزعجون .. فأجاب على الإطلاق ونظر إلى الساعة فتذكر المؤتمر.. ومشينا معاً .. وهو يقول مضى الوقت سريعا معكم..

أتعلمون ما أجمل شيء : الأرض .. الأرض التي مشينا عليها .. ويكأنها ترسل إبتسامات وتشهد بأن مرَّ عليها .. رجل عظيم و6 فتيات يحملن همّ الأمّة ...!

وانتهى مساء يومي .. بنظرة أخيرة على القمر المبتهج .. ويكأنه فخور بهذا الجيل ..


تحية من الأعماق إلى هذا الأب الروحي د. جاسم سلطان

الجمعة، 8 أبريل 2011

ما بال الرحمة نُزعت!


في سلام وآمان , نستيقظ وفي عقولنا مئات المشاريع والطموحات , فنذهب إلى العالم الجميل الذي نمارس فيه برائتنا مع أجمل صحبة , فننتقل من قاعة إلى قاعة ومن محاضرة إلى محاضرة ..
ومع نفس الوجوه الوردية .. ومع نفس الأشخاص .. ومن دكتور إلى دكتور ..

وفي تاريخ 8-4-2010 ..

كعادتي في كل صباح أستيقظت وجددتُ النوايا وقرأتُ الأذكار وانطلقتُ إلى مجتمعي ..
ركبتُ المواصلات المعتادة .. ولكن صادفتني أول رسالة في ذاك الصباح ..
(ما بالُ الرحمة نُزعت من قلوب سُكان هذه الأرض )..
تأثرت بهذه العبارة .. وتعجبت من هذه البداية لهذا اليوم .. وتوقفت عندها كثيراً .. وتفكرت بالرحمة التي تجمدت والتي نزعت والتي تلاشت !!!





لم يخطر بالبال أنّه سيكون هذا اليوم أكبر مثال على تلاشي الرحمة , ووصلتُ إلى مقر العلم ..
في الساعة العاشرة رأيتُ أكبر تجمع أمام أحد الكليات , وسمعتُ بقصة طعن ..!
لم أكترث للأمر كثيراً , ولم أرى شيء من هذا القبيل , واعتدتُ أن لا أصدق كلّ الإشاعات ..
وبعدها بعشر دقائاق , سمعتُ بخبر : (أخلوا المباني تمّ تعليق الدوام ) ...!
بدأ الذعر ينتشر , وسمعنا بعض العيارات النارية ..!
وإذ بعصابة من الغيلان أو الوحوش يحملون العصي والحجارة وحتى الرشاشات .. حاصروا صرحنا وهاجموه ,وبدأوا بتكسير المباني والسيارات بالحجارة , وحوصرنا نحن الفتيات , من ورائنا ألواح زجاجية ومن أمامنا تحطيم وحجارة تتطاير ..
قام بعض الشبّان الأبطال بكسر الألواح الزجاجية لنتمكن من دخول المبنى ونحتمي .. دخلنا المبنى من بين الزجاج , والذعر يملئ قلوبنا وقطرات الدموع تقف على أطراف العيون .. والدهشة تغمر كل الوجوه الصفراء ..!

وبعدما جفت الدماء في العروق .. وكاد القلب يقف من قوة النبض , سمعنا أحد الشباب يقول : من أراد أن يغادر فليغادر نحو بوابة الهندسة .. بالطبع بدأت الجموع بالإنطلاق .. علّها تهرب من تلك الهمجية ومن تلك الغابة الموحشة ..

فعلا ما بال الرحمة نزعت من سكان هذه الأرض ..
نتائج هذه الحادثة : أسبوع تعليق دوام , ذعر وخوف يحيط المكان , مقتل شاب في مقتبل العمر , ودخول شاب في ريعان الشباب إلى السجون ..
ومازلتُ أتسائل : ما هو السبب العظيم الذي يستحق كل هذه النتائج !!

حادثة طعن / 8-4-2010

الأربعاء، 9 مارس 2011

"كتاب" اقتحمت سجل الإبداع



هذان شابان تخرجا من كلية الهندسة , وحصلا على بعثة للولايات المتحدة الأمريكية للحصول على الشهادات العليا, فرصة يحلم بها الكثيرون .. ولكنهما قررا تحقيق حلم راودهما أن يكونا علمين في مجال التكنلوجيا , لم يكونا يملكان شيئا لحظة القرار .. ضحك الناس منهما .. اعتقد آباؤهم أنهم يسيرون في طريق الفشل , فمن هو العاقل الذي يترك بعثة لأمريكا للدراسة ليبدأ مشروعا لا خبرة له فيه , ولا يمتلك المال ولا البيئة الحاضنة !
بدأ الشابان من غرفة صغيرة في بيت أحدهم , رسما أحلامهما .. نظر الأهل إليهم مشفقين وراجين أن يفيقا من أحلامهما .. تحدثا عن حلمهما مع الكثيرين , شجعهم البعض .. وأحبطهم الكثير .. هما يريدان إنتاج التكنولوجيا المتوسطة , وخاصة اللوحات الالكترونية (السبورات) وهي سوق يريدان أن ينافسا فيه اليابان والصين وأمريكا وإسرائيل .. وقعت كلماتهم عند شخص لا يمتلك إلا ألفي دولار!
اقتسمها معهما لعائلته ألفا , ولهما الألف الثانية ليبدءا مشوارهما .. اشتريا كمبيوترا بأغلب المبلغ وبقي القليل ليعيشا منه .. عاشا حياة متقشفة .. وانتقلا بالفكرة من فضاء إلى فضاء .. سألتهما كيف تعلمتما أسرار العمل التجاري قالا: عبر شبكة الإنترنت! كل شيء موجود لمن يبذل الجهد . ضحك أحد الشابين وهو يعلق "حين كنا نتفاوض مع الممولين اعتقدوا أننا خريجون من أكسفورد في مجال الأعمال " . نجحت الفكرة وقامت مؤسسة "كتاب" وهي اليوم تبيع لشركتي مايكروسوفت وإنتل!


ما هو سر النجاح؟ ليس الأسرة التجارية , وليست المعرفة التجارية , فالمال يمكن أن يأتي ولو بعد حين , والمعرفة يمكن أن تتعلم بالقراءة والخبرة المتراكمة , ولكنها أولا الإرادة الإنسانية التي تتولد من فكرة كبيرة .
يعلق أحد الشابين :" لقد قررنا أن نقتحم مجال التكنلوجيا , وأن ننافس لنرسم الطريق أمام الشباب العربي بأن طريق التقدم مفتوح لمن يريد . لقد ربطنا أنفسنا بالله وقررنا أن يكون هو ثالث الشريكين . كنا مستعدين للصبر حتى نرى الطريق , كنا دائماً ما نذكر بعضنا بالهدف وبالطريق "خلطة يعرفها كل الناجحين"

هذه القصة من كتاب بداية جديدة للدكتور جاسم سلطان.

خالد وتوفيق يتحدثون إليكم ليشرحوا لكم التقنية التي ابتكروها بأنفسهم:



أجمل الجمل:
أنتم من أي بلد عفواً ؟ من الأردن .. أها أنتم من الأردن أنتم متقدمون إذا بالتكنلوجيا ..
فمثال واحد ناجح غيّر من نظرة الآخرين للمجتمع..

أيضاً .. سُؤل خالد كم تطبيق لديكم في هذا المنتج أجاب : خمس تطبيقات عملية , قمنا بتسميتهم بالعربي-متعمّد لـ التركيز على صُنع في الوطن العربي- ( كتاب أبجد , كتاب درس , كتاب رابط , كتاب إجابة للتصويت , كتاب بُردة ) حتى التراث وإحيائه من ضمن هذه التكنلوجيا..

كما تلاحظون خالد وتوفيق شابان من الوطن العربي .. أتقنا البناء الداخلي قبل أن يكون الاقتحام , بالقراءة تحدوا الصعاب وحاولوا ونجحوا .. وكانوا هم التغيير الذي يريدونه للعالم ..
أتمنى أن تشتغل الغيرة الإيجابية في شباب الوطن العربي ويتأثروا بهذا النموذج المبدع ..

فالمعادلة تقول :

تحديات البيئة + شعب مستعد بقيادة مبدعين = حضارة






السبت، 5 مارس 2011

القائد .. وعملية الإستقطاب!





القائد .. وعملية الإستقطاب! 

نطمح بأن نكون قادة للنهضة , ونحسب القائد منّا أن يكون غني بالثروة المعلوماتية وأيضاً بالخطابة الناجحة والقوة الإيمانية بمعتقداته وأفكاره, فأفكارك التي تؤمن بها حقاً لا بُد أن تدافع عنها بقوّة لتحيا .. وعندها ستنجح بلا شك..!

ولكن السؤال الذي يدور في عقول الناشئة في مجال القيادة .. أي المسارات نقود,وأي الأمور الواجب إصلاحها في بدايات الطريق .
فأقول لك : مثلك مثل المزارع, فأي مزارع يفكر بمشروع ليجني فيه أرباح كثيرة يرجوها , لا بُد بالبداية ان يتملك أرض يقيم عليها مشروعه بالإضافة إلى مُعدّات .
ثم بعدها يختار أنواع البذور التي يحتاجها مجتمعه ومن حوله, وبعدها يباشر بالتطبق العملي والتنفيذ.

والبداية العملية الأولى لهذه الأرض حراثتها وإزالة الحجارة والأشواك , لتصبح أرض صالحة خصبة للزراعة ..
حينها سواء باشر بالزراعة  أو أخرّها وأتى من بعده لزراعتها ستنمو البذرة بسهولة ويسر, دون  أن تتعرض للموت المفاجئ , على أن لا تطول الفترة بين الحراثة ووضع البذرة ..!

وبالتأكيد لا بد من توفير الري المناسب , حيث لا تكون نسبة الري كثيرة قاتلة , ولا قليلة جافة..

فكما يقول المفكر محمد أحمد الراشد أن التعامل مع النفوس هو المرشح للدوام ..

التربية ونشر الوعي وإزالة المغالطات وإصلاح النفوس والتحدّث إلى القلوب من القلب ,  فهذه هي الحراثة التي يجب لأي قائد أن يحسن الحديث بها . أما القوة والمراوغة والخداع , هي تنفع مؤقتاً ولا تدوم ..

حالات مجتمعات البشر متفاوته , وأنت القائد الذي يُعجلك هذا التفاوت , لأنه يثبت قدراتك وذكائك , فتتمسك بالأطوار بشتى أنواعها.
فمنهم من هو مستمع جيد ويتأثر , ومنهم من هو شديد الحماس , وقد تجد من لا يتفاعل معك..!

الشخوص المتأثرة اغرس بها الفكر والمفاهيم , وحب العطاء وضرورته , حينها تضمن بأن الحياة ستبقى نابضة متجددة بهم.
أما الشخوص شديد الحماس , قدّم لها أفكار عمليّة , فهي شخصيات ليس لها جلد على تلقي المعلومات وحدها, فهي تحبّ التفريغ أول بأول, استغل الحماس وأضف إليه الوعي , لتستمر في الإنجاز القوي .
أما الفئة القليلة التي لا تتفاعل معك ! , اصبر واستمر في مخاطبة العقول ,علّها تلين يوماً ما ..

هناك ملاحظة , لاحظها الفقهاء من قبل وذكروا (أن الخير : في النادر من الناس فإذا استوى الناس في الشر ولم يكن فيهم ذو خير كانوا من الهلكى )
علينا أن نطلّع على الأرض التي سنحتويها , وأنواع البذور التي تصلح لها , بالفكر وليس بالمراوغة , وبالإيمان وليس بالمخادعة , والله ولي التوفيق .


أبذر الخيــر ونم .. تُدغدغــك عند الصُبح ثمارُه ..!




الخميس، 17 فبراير 2011

مهنّدسٌ بحق ..



وبقيت أمضي في درب الحياة مثلي مثل غيري من صف إلى صف في المدرسة ومنها الى الجامعة.. فتمر سنة تلو سنة وفي داخلي أعلم أن العلم فريضة على
 كل مسلم ومسلمة..
 هذا ما تعلمته إلى أن جاء يوم وإذ بي ذقته..
كان اللقاء مع أشخاص تقدر العلم..
 تحبه وتهديه, تكرس وقتها لتعطيه, لا لأنه فريضة وحسب بل لأنها تقدره وتستمتع فيه..


تسألهم فيساعدون بلا مقابل ويجيبون.. يشعرونك بقيمتك ويتواضعون.. العقل يحترمونه وفيه يزرعون.. وإنها والله لتصيب في كل مرة لصدق ما ينوون..
أنْ طاعة لله وعمارة للأرض"إياه يعبدون وبه يستعينون"
هي رسالتهم من أجدادهم ابن الجزري,ابن سينا وابن الهيثم وعلى دربهم يكملون..



 أيها العلم سأستمتع فيك .. هذه كانت بدايتي , ولكن سرعان ما تزاحمت الإحباطات في مخيلتي , حين نظرت إلى واقع العلم الذي أعيشه ,


 ومدى ما يملكه رأسي من خزان علم شبه فارغ  ,الإحباطات كانت عبارة عن هواجس وتشويشات تخاطرت في ذهني.. ومنها:  أي العلوم أولى أن أتعلمها , ومن هو مصدر علمي , وهل من حولي مؤهلين ليقدموا لي معلومة ؟
ضحكت مع نفسي .. لأني أعلم بالواقع الذي أمر به والذي اعيشه واتعايش معه ..
د. طارق سويدان  قال : المثقف يعرف كل شيء عن شيء ويعرف شيء عن كل شيء .. 50% في موضوع واحد و 50% في كل المجالات الآخرى.. فكانت هذه الإجابة عن أول تساؤل..


 أعلم أن هندستي هي الآولى بين العلوم , هيَ حُلمي , ومصدرُ الإلهام الدائم , هيَ ينبوع الطاقة التي ترويني وتروي الأمّة ..


بين الأدوات والإلكترونيات ملاذي منها وإليها وبها أضع بصمتي 
 من الهندسة بدأتُ المسير
غير أن الطريق طويــــــــــل ويحتاج الكثير
لا سيما وجودنا في مباني لا تمت لها بأي صلة إلا القليل
كان يجب علي أن أكمل في سبيل تحقيق
الهدف, وغير الاعتماد على نفسي لم يكن هناك بديل
فبت أجاهد, أفهم ثم أدرس ثم أتقدم للإمتحان!
ولكأنني أصبحت طالبا ومعلما في آن معاً


لازمتني كتبي فأكتب برنامجا هنا وأقتحمُ مدونة علم من هناك
وأشاهد فيديو ليتسع الفكر ..


قد يتسلل التعب والعبء الثقيل بين حين وأخر ..
فنستذكر الغاية .. والهدف
كم هو أعمق مما تتخيلون
فقد بات العلم عشقا يراودنا نتللذ به..
ونروي عقولنا العطشى منه
وأصبح "المسنجر" بيننا مكتبة نقيم فيها حوارات علم
لنخرج منها بفكرة, بدرس, بخبرة


كان يحتم علينا وضع بدائل في كل صعبِ يواجهنا
فأصحاب الهندسة عمالقة لا يسألونك ما الحل ,وإنما أي حل تريد؟؟
ألمنا دافعٌ لأملنا حتى نكون جديريين بلقب "مهندس".. 


من هنا تنبع رسالتنا من الألم بالتقصير .. من الشعور بالهوان
من التنازل عن كوننا دوما الأوائل في ساحة العلم,
فليتكم تدركون العلم والعمر قبل فوات الأوان


باسم رفيقي درب ومن قبلهم ثلةٌ من العلماء المسلمين "ابن خلدون ويحيى عياش" 
باسم كل مهندس مخلص 
نناديكم.. ننشدكم أن تعودوا إلى العهد
فقد كفانا تأخير.. كفانا تكاسل
لنلحق بمن سبقونا بل ولنسبقهم..
ضع هدفا.. خطط.. تهيب ..تزود واشرع في تحقيق الحلم.. وكن مهندساً بحق ..


كُتبت بأقلام هنّدسية : (سوزان دودين  & هبة علي )


الجمعة، 11 فبراير 2011

بالحب وليس بالعنف..




صوت ضجيج خارج من غرفة مظلمة , هتافات وصراخ وزجاج يتكسر . بخطوات متراجعة أسير وأفكر ماذا
 يحدث في هذه الغرفة .. وما الأمر..؟

غرفة ضخمة لا يوجد فيها إلا كرسي واحد ومرآة كبيرة وأضواء حمراء اللون.. وخيال لشخص عملاق ليس بالرجل ولا بالمرأة لا أعلم ما هيئته الخارجية..
ولكن خياله يدل على أنه مخيف جداً ومرعب, صوته يدل على أنه غاضب ولا أفهم ما يقول, إلى أن
 وجدته بدأ يهدأ ويتمتم..:

لن أجد غيره يأخذ بحقي ويعيد لمملكة الشياطين إنتصارها .. وأصدر ضحكات واثقة , وضغط على جرسٍ بجانبه يشبه صوت المطرقة الكبيرة فأفزعني الصوت ..
حتى خرج من خلف الجدران شيطان .. أجل شيطان صغير .. ناداه الأب .. وهنا عرفت اسم هذا الأب : إنه إبليس اللعين..

وبصوته الجهوري ناداه تعال يا بني , تعال يا إبليس الصغير..
إبليس الصغير لا يوحي أنه إبليس .. جاء وبكل ثقة قال : تفضل سيدي ومعلمي , تفضل ما لديك ..
إبليس : أنت مهذب جداً .. إجلس على الأرض كي أحدثك وأعلمك . وأريد أن تركز معي وإياك أن تنشغل , وإن شعرت أني أتحدث مع نفسي سيكون عقابك ...... وأنت أعلم ما عقاب إبليس.
بدا الإبن يرتجف , وقال بصوت مهتز وبأوتار ترتجف , كلي آذان صاغية تفضل سيدي ..

احم احم , قالها إبليس بفخر , أتعلم يا إبليس الصغير أني أثق بك إلى حد الجنون لذلك أنت هنا , ولم  أقم بإستدعاء هولاء الحمقى , فكلما قدمت لهم مهمة فشلوا بها .. وأنت ابن ماكر وصاحب حنكة  ونجحت بأصعب المهمات , فأبو عمار لم يطلق امرأته الا بسببك , استطعت أن تفرق بينهما بوساوسك  الفعّالة , بدات ابتسامات تظهر على الصغير, حتى صرخ إبليس الأب : الآن مهمتك الحالية  أكثر صعوبة وليست بالسهلة .

انظر معي إلى هذه المرآة ,وظهر على المرآة صورة شابان , هذا حمزة وهذا أمين ..
هم أصدقاء وصداقتهم لا يكاد يزلزلها زلزال و ستهزها انت يا شيطان ...
وبنظرات استغراق و إهمال , هذه مهمتي القادمة ...!
هذه ..! صديقان ..!!!
وأين الكبير بالأمر وأي صعوبة هذه ..

استفز هذا الكلام إبليس وقال : اصمت أيها الأحمق لا تعلم من هذين .. لا تتحدث باستخفاف ستتعرّف عليهم لتدرك مدى الصعوبة, لا تقاطعني الآن واستمع..
إبليس يتحدث:

حمزة وأمين . . كلما اجتمعوا كان اجتماعهم مغفور وأجورهم تزداد , لا يتحدثون إلا وذكر الله لا يفارقهم اشتهيت أن أسمعهم يتحدثون بالملهيات  والمقاهي والفتيات , كلما مررت بمجلسهم أجد الملائكة تحفهم , وما يزعجني أنهم يعملون من أجل النهضة .. والملأ بدأ يتجمهر حولهم ..

بدأ صوت خافت لا يكاد يُسمع يظهر من جوف الصغير .. هي هي .. وما هذه المشكلة , لطالما اجتمع جماعات وليس فردين  فقط وبأعمال أكبر .. وتساقطوا أمام أعيننا واحد تلو الآخر .. وحتى وصلنا بهم إلى أن يعملوا بأعمال لصالحنا ..

وفجأة انتبه لنفسه ووجد العملاق الذي أمامه يشتعل غضباً ..قال بعد هدوء..
يا أحمق ألم أقل لك أن تركز ولا تنشغل بأي شيء عن كلامي .. يا لك من أحمق ساذج ..!
آسف سيدي آسف ..
قل لي بماذا كنت تفكر ..
كنت أفكر يا سيدي ويا عملاق الشر بأسلوب جيد أستطيع أن أفرق بينهم وأشتت شملهم  وان أخسف سمعتهم الطيبة , لأحوّلها إلى قاذورات نستمتع بالسماع لها ...
بدأ الإعجاب يظهر على عملاق الشر ..
حسناً حسناً .. انطلق الآن إلى حيث تشاء , وإياك أن تتأخر , قبل أن يزداد أتباعهم , فهما شابان نشيطان , وهمّهم ما زال يكبر .. والغاية واضحة أمامهم ..
.....

وكما اعتاد حمزة وأمين أن يجتمعوا في نهاية الأسبوع في بيت حمزة , حمزة كان يكن في جوفه أعمق مشاعر الإخلاص والوفاء لأخيه أمين , وكلّما احتاج أمين لمساعدة وجد يد حمزة دائماً بجانبه , ويربت على كتفه , ويثبته بكلماته وتشجيعاته..

وكذلك أمين .. كلّما تذمر حمزة أخرجه نزهة , إلى الطبيعة ليريه الجمال .. فينسيه الأحزان , ويملىء قلبه بكلمات اليقين والحيوية , ومن أبرز صفات أمين أنه سريع الثوران والهيجان , بعكس حمزة.. فهو شديد الهدوء والدّقة ..
الصداقة كانت غير عادية , لن أبالغ وأقول هي صداقة منذ الطفولة , ولا حتى منذ مرحلة المراهقة , هي صداقة حديثة بمقاييس البشر , ولكن الصداقة ليس بعدد الأيام والساعات التي نقضيها معاً..
الصداقة بين حمزة وأمين , مبنية على أسس متينة : الهدف الواحد والغاية الموحدة والحب من أجل الإسلام وبغض الطرف عن المصالح الشخصية , فلم يكن لها أساساً قط.

في مجلسهم كانوا يخططون لمشروع هدفه إنشاء جيل فريد عن طريق خطه شاملة , تشمل المدارس والبيوت وأطفال الحي , والأطفال الأقربون بالمعروف..
على الطاولة التي أمامهم أقلام ودفاتر وكتب التنمية البشرية , وكأسان من عصير البرتقال التي كان يفضله أمين..

بعدما انتهى إبليس الصغير من محاضرة  دكتوره ومعلمه عملاق الشر .. توجه إلى الشابان ليفكر معهم عن قرب , هم يفكرون بمشاريع ضخمة وهو يفكر كيف يحطم أساساتهم ..

كان يجلس على طاولة بعيدة عنهم بضع أمتار .. يستمع لحديثهم تارة وفي تارة أخرى يستمع إلى كلمات العنف التي وجهها له عملاق الشر..!
وبينما كان الإثنين مستغرقان بالحديث والحوار , والضحكات تملىء المكان , وأكف الإنتصار تتوحد وتتفرّق ..
توجه كل واحد منهم بكتابة بعض الملاحظات على الورق وإذ بحمزة، غير متعمد ترتطم يده بكأس البرتقال فيسقط على الورق ليغرق الورق والكتب..

ويا لك من ماهر يا إبليس الصغير .. قد كان يترقب أن يحدث خلاف صغير حتى ينشر نشاطه ويفرغ مكنوناته الخبيثة ..!

وكما هو متوقع ثار أمين وتذمر وبدأ الصراخ يعلو .. وصمت حمزة زاد من إستفزاز أمين أكثر وأكثر ..
وبدأ إبليس لعبته الماهرة .. يوسوس بصوته الخافت  فأخرج السابقات من ذهن أمين ..
إبليس : " أخرج كل ما عندك يا بطل , أجل لا تريد صداقة هكذا طفل , اصرخ اصرخ .. "
بدأ أمين يثرثر ويثرثر , واحمر وجهه من الغضب , وألق القلم  ورحل دون أن يلتفت إلى أين سقط القلم ..!

القلم قد أصاب طرف عين صديقه الحميم..
بينما حمزة في حالة من الذهول العجيب , أي موقف هذا يثور أمين عليه!
قام حمزة إلى غرفته ليشاهد ما حلّ بعينه .. أمام المرآة واقف وعينه اليمنى أحاطها انتفاخ .. توجه نحو سريره ليرتاح من عناء التفكير بما حدث ..  ولطالما كان النوم بالنسبة لحمزة هروب من الواقع .. فيستيقظ بعدها وقد خفّ وتلاشى الغضب ..

أمّا عن إبليس الصغير، فقد كان ماكرا إلى أبعد الحدود , وكان يعلم أن شخصية حمزة أساسياتها عميقة وأن يتخلى عن صديقه من الأمور المستحيلة .. فلاحق حمزة حتى في أضغاث أحلامه .. فأضفى على أجواء الكدر نكد أكثر ..

استيقظ حمزة في مزاج منزعج , وكان يفكر بحال صديقه الآن ..
أمّا عن أمين .. خرج بنزهة مع أهله حال رجوعه إلى المنزل , والإبتسامة لا تكاد تظهر على شفتيه .. سألته أمه عن حاله , ولم يجب إلا بتحريك رأسه يمينا وشمالا..

وفي المساء .
حاول حمزة أن ينام ولكن ضميره الحيّ .. ناداه ليتصل بأخاه ويطمئن عليه ..!
وإذ بهاتفه يرنّ ..
المتصل أمين ردّ عليه بالسلام عليكم .. أجابه بصوت قد أصابه الضيق يا أخي حين وضعتُ رأسي على الوسادة لأنام .. لاحقتني صورتك في كل مكان .. فهلّا سامحتني!
قال حمزة  ما في نفسه .. واتفقا على لقاء وقت الفجر..
أحضر حمزة أوراق ودفاتر المشروع المشترك .. وانطلق نحو المسجد .. وتلاقى مع صديقه أمين على باب المسجد , وعانقه ودخلا المسجد..


بعد إنتهاء الصلاة  اتفقا  على قراة سورة طـه معاً .. واستوقفتهما أية: "وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا"
دمعت عيني أمين لما سببه من ظلم لأخيه!
ظن إبليس الصغير بأنه انتصر , ذهب لسيده ومكث الليلة عند سيده وهو يحدثه بما جرى , وسيده متعجب من سرعة التطبيق والإنتصار , طيلة الليلة وهو يثرثر وكبيره يستمع لثرثرته ..
أراد إبليس أن يتأكد من صدق الذي أمامه , وإذا مرآته تظهر عكس توقعاته .. غضب غضباً شديداً وظن أن هذا المغفل الصغير يسخر منه .. هدده ووأعطاه مهلة يومين ليصل إلى مراده بنجاح .. إبليس الصغير لم يدري ما الذي جرى , وهذه أول مهمة يفشل بها .. حينها أدرك صُعوبة مهمّته.


بدأ يفكر بمكر أكبر وأكبر .. وقال لا بُد أن أصطنع فتنة .. لن يهز هذا الكيان سوى فتنة مُتقنه..
دخل على المسجد شاب فوجد حمزة وأمين منهمكين في التخطيط والتنسيق والحوار .. سلّم عليهم :أعرفكم بنفسي أنا عامر.
عامر بعمر آمين وحمزة , يبدو على مظهره أنه شاب تقيّ ونشيط .. سألهم بحماس ماذا تفعلون؟ هل لي أن أساعدكم ..
تفاجأ الشابان .. فلم يمر عليهم على الإطلاق شاب يصنع مبادرة كهذه .. فرحوا بمبادرته ووافقوا على أن يشاركهم .. وليتهم لم يفعلوا!


كان نشاط الشباب غاية في الروعة والإنجاز , خططوا وأتقنوا وحددوا موعد النشاط والإحتياجات .. عامر شاب ذكي إستطاع بذكائه استقطاب الطرفين وأصبح عنصر مهم على الأقل بينهم ..!
وفي الاجتماع الأخير قبل تنفيذ النشاط , جلس الثلاثة على طاولة واحدة , وإبليس الصغير يترقبهم من بعيد .. وإذ بحمزة يستأذن , فقد اتصلت به والدته لغرض طارئ ..


بقي أمين وعامر يتحدثون , إلى أن سأل عامر أمين: كيف تعرّفت على حمزة يبدو أن علاقتكم قوية ..!
بدأ أمين بالحديث والإبتسامة لا تفارق شفتيه , أما عن عامر فكان وجهه لا يدعوا للاطمئنان .. وبالطبع أمين لم ينتبه إلى ذلك .. وبالطبع تولى الذكي الذي يراقب المكان  مهمة التفكير في فتنة!..؟
أجل فتنة .. ما أسهل أن نلقي التهمة على أحد منهم ونزعزع هذه الرابطة .. "إبليس يتمتم"
عامر في بيته , ووساوس إبليس تلاحقه , وأشعل الغيرة السلبية في قلبه وعقله, ويطرح عليه أسئلة ماكرة لماذا يا عامر لا تملك صديقا يقدرك كأمين , ولمَ يا عامر لا تملك شخصية محبوبة كحمزة ..
لمَ يا عامر لم تفكر إلى الآن بفكرة , وتجعل كلا الطرفين يقدرك .. ويحترمك .. ويحبك..!
فكر يا عامر .. فكر ..
ويا لها من فكرة ماكرة .. فكرة خبيثة .. حلّقت حوله فالتقطها إبليس وقذفها في رأسه ..فاسطنع فتنة .. وانتحل شخصية آخرى .. وصنع مالم يصنع .. !!
فحصل سوء فهم , وحصل خلاف , وتكذيب , وهزة في بنيان الثقة!
بين أمين وحمزة , عامر حلقة الوصل المهترئة , الحلقة التي تضيف الزيت على النار..!


عامر شعر بالإنتصار , شعر بأنه بطل هذه الرواية , الذي سيقرب الطرفين بعدما هز كيانهم ..!
ولم يعلم بأن صانع الفتنة لا يمكنه الصمود , وسيختبئ وراء كذبه وافترائاته..! وغادر المكان والزمان ..


وبقي حال الكيان على النار.. والأخوان لا يتكلمان .. وكل واحد منهما في جوفه بركان..

شعر حمزة بضيق كبير ...حاول الاتصال بصديق الروح ..أكثر من مرة دون فائدة..!
وبعد ثلاثة أيام من الخصام , سارع حمزة إلى بيت أمين , وهو في الطريق كان يردد خيركم من بدأ السلام .. خيركم من بدأ السلام ..

إلى أن وصل بين أمين ولكن أمين كان في سباته وغفلته , ولم يستيقظ ليستمع لأخاه ..!

رجع حمزة بخطى متثاقلة  إلى داره  وهو يقول :  سألتمس لك سبعين عذراً ... ولعل هناك عذراً لا أعلمه..
وبعد وصوله إلى البيت وجد على هاتفه رسالة صارمة حارقة قاتله ... لا تخرج من صديق ولا أخ .. ولا حتى عدو .. ومفادها : (اخرج من حياتي .. حسبي الله ونعم الوكيل )

وقع الكلمات كانت كالصاعقة ... اندفع حمزة نحو الكتابة مفره الثاني بعد النوم ... ليكتب:

كنت يا أخي قلبي وشقيق روحي , وكنت مصدر فرحي , ومن يقاسمني حزني .. كنت لا تعني أنك لم  تزل..!
ولكن اسمح لي أن أقول لك :
كان إبليس  أقوى منك , والخير الذي كنت تدّعيه .. كان الشر أقوى منه ..!
أوصيك يا أخي أن تحاول أن تعيد الخير الذي بداخلك كي ينتصر على الشر ..
لا أتحدث من أجلي , فما أصابني .. أصاب وحطم .. فأنا حسبي ربي .. وعليه توكلت ولا أريد منك شيئاً ... ولكن من أجل الإنسانية ..
فالإنسانية بحاجتك وبحاجة قلبك والخير الباقي فيه..
أما بالنسبة للمشاريع والأعمال المشتركة  بيننا , لن أدعها تضيع سدىً .. تأكد أن هناك الكثير من أصحاب الخير ينتظرون منّا أن ندلهم عليها ونشاركهم بها ...
وستبقى صدقة جارية في ميزانك الذي لطالما أثقل ميزاني , بنصائحك وكلامك وأفعالك ..
يا أخي كنت خير قائد بنظري , وستبقى في حال واحدة إن لم أنظر لضعف جوهرك..
والسلام عليك ...

هرول إبليس الصغير نحو معالي السيد عملاق الشر ..
انتصرت يا كبير انتصرت فلم يعد هناك نهضة على يد هؤلاء ... آل أساسيات متينة آل ...!
لم يكن أمر صعب جداً أن أزلزل كيانهم ..! لم يكن صعباً إطلاقاً.
تهلل وجه الكبير وضحك , وفتح المرآة لينظر ويشمت ..!

وكافىء إبليس الصغير بإجلاسه على كرسيه الخاص لمدة 24 ساعة , الذي لطالما تمنى أن يلمسه أتباعه أو يقتربوا منه .
أمّا أمين .. ما الذي غيره .. هي قوى الشر لا غير....!

ختاماً:

احذروا من الشيطان , قبل فوات الأوان الشيطان الذي وسوس في الصدور , وأغرى بالعصيان , وزيّن الكفر , تظهر شخصيته الحقيقية بعد فوات الأوان , فيخطب خطبته الشيطانية القاصمة :
(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) 22 سورة ابراهيم