من على مائدة الإفطار , ونحنُ نحتسي الشاي , جرى بيننا حوار معطاء..!
مع 6 فتيات والأب الروحي لهم .. (د.جاسم سلطان)..
هوَ لا يعشق العطاء فحسب بل ويستمع لك ولكل خواطرك , ولا يقاطعك على الإطلاق , أدب وتواضع غير عادي .. وتبقى الكلمات قليلة لوصف هذه الشخصية المتألقة ..
وفي ملخص عام عن هذا اللقاء .. سأذكر لكم ثلاث أسئلة مع إجاباتهم .. لدرجة أهميتها رغم أن كل حديث الدكتور كان مهماً ..
لنبدأ مع السؤال الأول من النهضوية دعاء بواب :
دكتور نحنُ بحاجة إلى بناء معرفي .. فما هو البناء المعرفي لشاب النهضة :
الإجابة الجوهرية : بناء الأسس لا يحتاج أكثر من 16 يوم !!! .. ثم بقية البناء يتصاعد حسب الإهتمامات..
فأنتَ لتبني أسس معرفية .. تحتاج لقراءة ومعرفة في : النهضة – التاريخ – الفلسفة – المنطق – مناهج البحث – السياسة – الإقتصاد – أسس الدين ..
ومتابعة برنامج إعداد القادة , والكُتب السبعة لمشروع النهضة..
فالأسس الكبرى في كل مجال هي واحدة .. وحسب إهتماماتك تُكمْل بأحد هذه المجالات..
السؤال الثاني من النهضوية صفاء زغول :
دكتور أريد أن أعرف الذاكرة التاريخة .. لا أتحدث عن كتاب الذاكرة التاريخة .. بل الذاكرة التاريخية المتعلقة بك !.؟
وأتت الإجابة مع إبتسامة :
من الإبتدائي وانا أحب القراءة , وفي الجامعة كل الكتب الإسلامية قرأتها .. وبعد أن كنت أحد أتباع مجموعة خيّرة ولكنها غير منتجة لما هو جديد وفعّال .. بدأت بمحاولة في طرح جديد ولكن تحت اسم حل محتمل , وهوَ مشروع النهضة ..
ولماذا هو حل محتمل : لأن أغلب الأطر الشبابية منتمية وتحتاج إلى بلورة وصياغة .. وإن اقتنع الشباب بالفكرة سنفعل التالي معهم : تم وضع كتب تغيّر اتجاه الدماغ , والخطوة الثانية برنامج تدريب والإجابة على التساؤلات ..
ويقول الدكتور: المشكلة ليس بعدد العاملين من الشباب ولكن في توجيههم .. فجاء مشروع النهضة لتوجيه طاقات الناس ورسم الخطوط العريضة ..
فمشروع النهضة ينقسم إلى ثلاث مستويات في العمل :
الصناعات الثقيلة : (البحث في الملفات الكبيرة التي تحتاج إلى التعمق بها )
الصناعات المتوسطة : (تنتقل إلى حيز الجمهور وتبسيط الأمور )
الصناعات الخفيفة : (تحركات ميدانية في خدمة مشاريع صغيرة )
..
السؤال الثالث والأخير :
نحنُ نعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام وضع قواعد اساسية في خطبة الوداع .. وقال آلا قد بلغت .. اللهم فشهد ..
وإنكسرت أول قاعدة -للعلم إنكسرت أول قاعدة في عهد عثمان بن عفان- , السؤال: لماذا علي بن أبي طالب وعمر بن عبد العزيز لم يتداركوا هذا الكسر.؟
الإجابة المقنعة الممتعة : إننا ننظر للإنسان الذي نحبه في التاريخ إلى غير إنسان , أي غير قابل للخطأ .. !!!
طلب منّا رسم حيوان غير موجود بالعالم, ورسمنا!
وكانت النتيجة : أن كل منّا رسم حيوان له عيون وأنف وفم وأرجل و..
وكلها أشياء موجودة , وهذه النتيجة توصلنا إلى أن الإنسان يفعل خياله من الموجود ..
وعهد عثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز , هي كانت مجتمعات بدائية تعيش يوم بيوم , لذلك لا يمكن أن يفعلوا ما هو خارج نطاق عصرهم وخيالهم وإنتاجهم ..
اجتهدوا بطريقتهم .. ويمكننا القول بأنهم اجتهدوا واجتهادهم لم يكن صحيح 100% ..!
....
إنقضت ساعات اللقاء بسرعة , ولم نشعر بها .. من الساعة التاسعة والنصف حتى الساعة الحادية عشر والنصف صباحاً ..
سألتُ الدكتور هل نحنُ مزعجون .. فأجاب على الإطلاق ونظر إلى الساعة فتذكر المؤتمر.. ومشينا معاً .. وهو يقول مضى الوقت سريعا معكم..
أتعلمون ما أجمل شيء : الأرض .. الأرض التي مشينا عليها .. ويكأنها ترسل إبتسامات وتشهد بأن مرَّ عليها .. رجل عظيم و6 فتيات يحملن همّ الأمّة ...!
وانتهى مساء يومي .. بنظرة أخيرة على القمر المبتهج .. ويكأنه فخور بهذا الجيل ..
تحية من الأعماق إلى هذا الأب الروحي د. جاسم سلطان