في سلام وآمان , نستيقظ وفي عقولنا مئات المشاريع والطموحات , فنذهب إلى العالم الجميل الذي نمارس فيه برائتنا مع أجمل صحبة , فننتقل من قاعة إلى قاعة ومن محاضرة إلى محاضرة ..
ومع نفس الوجوه الوردية .. ومع نفس الأشخاص .. ومن دكتور إلى دكتور ..
وفي تاريخ 8-4-2010 ..
كعادتي في كل صباح أستيقظت وجددتُ النوايا وقرأتُ الأذكار وانطلقتُ إلى مجتمعي ..
ركبتُ المواصلات المعتادة .. ولكن صادفتني أول رسالة في ذاك الصباح ..
(ما بالُ الرحمة نُزعت من قلوب سُكان هذه الأرض )..
تأثرت بهذه العبارة .. وتعجبت من هذه البداية لهذا اليوم .. وتوقفت عندها كثيراً .. وتفكرت بالرحمة التي تجمدت والتي نزعت والتي تلاشت !!!
لم يخطر بالبال أنّه سيكون هذا اليوم أكبر مثال على تلاشي الرحمة , ووصلتُ إلى مقر العلم ..
في الساعة العاشرة رأيتُ أكبر تجمع أمام أحد الكليات , وسمعتُ بقصة طعن ..!
لم أكترث للأمر كثيراً , ولم أرى شيء من هذا القبيل , واعتدتُ أن لا أصدق كلّ الإشاعات ..
وبعدها بعشر دقائاق , سمعتُ بخبر : (أخلوا المباني تمّ تعليق الدوام ) ...!
بدأ الذعر ينتشر , وسمعنا بعض العيارات النارية ..!
وإذ بعصابة من الغيلان أو الوحوش يحملون العصي والحجارة وحتى الرشاشات .. حاصروا صرحنا وهاجموه ,وبدأوا بتكسير المباني والسيارات بالحجارة , وحوصرنا نحن الفتيات , من ورائنا ألواح زجاجية ومن أمامنا تحطيم وحجارة تتطاير ..
قام بعض الشبّان الأبطال بكسر الألواح الزجاجية لنتمكن من دخول المبنى ونحتمي .. دخلنا المبنى من بين الزجاج , والذعر يملئ قلوبنا وقطرات الدموع تقف على أطراف العيون .. والدهشة تغمر كل الوجوه الصفراء ..!
وبعدما جفت الدماء في العروق .. وكاد القلب يقف من قوة النبض , سمعنا أحد الشباب يقول : من أراد أن يغادر فليغادر نحو بوابة الهندسة .. بالطبع بدأت الجموع بالإنطلاق .. علّها تهرب من تلك الهمجية ومن تلك الغابة الموحشة ..
فعلا ما بال الرحمة نزعت من سكان هذه الأرض ..
نتائج هذه الحادثة : أسبوع تعليق دوام , ذعر وخوف يحيط المكان , مقتل شاب في مقتبل العمر , ودخول شاب في ريعان الشباب إلى السجون ..
ومازلتُ أتسائل : ما هو السبب العظيم الذي يستحق كل هذه النتائج !!
حادثة طعن / 8-4-2010
هناك 4 تعليقات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتزعت وتلاشت !
لا ادري ستكون ووتتكون من جديد!
ام انها اصبحت من ماضي لا يعود !!
هي القلوب لم تعد قلوب !
بوركت اختي على هذه التدوينة التي تعايش الواقع الذي نعيشه يومياً
نعم ما هو السبب العظيم ؟!
دمت بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله اختي الكريمة ،، كل دقيقة يزداد أحساسي بأن الرحمة لم يعد لها مكان في قلوبنا وفي بلادنا,,, كتبت اليوم عن الراحل فيتوريو وكيف طالته أيدي الغدر والخسة .. وتساءلت بيني وبين نفسي .. من أين جئنا بكل هذه القسوة والجبروت في قلوبنا وعقولنا..
شرفني تواجدي هنا لاول مرة ، فتقبلي خالص احترامي وتقديري..
عاشقة للنقاب ..
صدقتِ عزيزتي .. ومازل التساؤل يتردد .. لعل إجابة مقنعة تتحدث عن نفسها ..
ويستمر الإقناع المزيف ..
شكراً لك .. وعليكِ سلام الله
وجع البنفسج ..
أهل وسهلا بكِ في رحاب النهضة :)
سعيدة بتواجدك هنا ..
وشفى الله البنفسج من الأوجاع .. كل الإحترام
إرسال تعليق