أنا ممتنة جداً لهذا المسمّى الفيس بوك نعم يا عزيزي الفيس بوك .. كشفت لي أسرار .. وأحوال .. لم أكن لأعرفها لولاك ...!
إليكم تجربتي الخاصة عن هذا الموضوع..:
شخصيات بأكثر من وجه ... فمن وراء شاشة الكمبيوتر بوجه وعلى شاشة الكمبيوتر بوجهين ... كيف؟!
بحسابها المتعارف عليه عالفيس بوك بين الأصدقاء وجهها الأول الحقيقي المحب المعروف بطيبته ومكانته..
ووجهها الثاني في حساب على الفيس بوك بشخصية مجهولة .. تدّعي الإصلاح ولم نرى منها سوى التنفير .. تدعوا إلى الله ولكن وهيَّ عابسة .. تحاول أن تنصح ولكنها تتناسى الكلمة الحسنة والأسلوب اللطيف..
أيّ إلتزام وأيّ إسلام يدعوا بتلك الطريقة!!
أيها الأحباب لا تعتادوا على تصيد الأخطاء .. وانظروا إلى الأمور من جوانبها المتعددة واستمعوا لبعضكم .. فلعلَّ ما خفيَّ عليك أعظم ..!
ألا ترون معي أنّ الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم واجب إتباعه بأي أسلوب استخدمه معنا
ومع ذلك ألزمه الله سبحانه وتعالى بأسلوب اللين في قوله تعالى :
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ.."
وهذه رسالة لنا .. رسالة لكل مسلم .. فباللين تصنع المستحيل .. وليس بالكلام الجارح الفظ.!
ولنا في الرسول أسوة حسنة طيبة ..
وإليكم هذا الموقف من حياة قدوتنا..
قصة تعامله مع الأعرابي الذي تبول في المسجد، فعن أنس رضي الله عنه في الحديث المتفق عليه قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصيحون به: مه مه (أي دع)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزرموه، دعوه" (أي لا تقطعوا عليه بوله)، فترك الصحابة الأعرابي يقضي بوله، ثم دعا الرسول صلى الله عليه وسلم الأعرابي فقال له: "إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر، إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين، صبوا عليه دلوا من الماء ، فقال الأعرابي : "اللهم ارحمني وارحم محمدا ولا ترحم معنا أحدا"، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: " لقد حجرت واسعا".
لنتوقف لحظات هنا ... هذا الأعرابي تبول في مسجد ... وهكذا عامله الرسول..
.... فكيف لو أبدى رأيه ... كيف سيعامله....؟؟.. !!
عودة إلى الشخصيات والأوجه المختلفة ... لإنسان واحد..
الوجه الثالث: وهي نفسها على أرض الواقع .. فحين تستقبلك وتحتضنك بيديها وتبتسم وتلقاك بوجه طلق...!!
حين تفكّر بعقلك تكاد تجن ..
أيعقل هذه نفسها ...
ثلاث وجوه..
لماذا نخاف من قول الحق بألسنتنا
لماذا نخشى من إظهار حقائق بواطننا
لماذا نتحايل على كلمة نفاق .. ونحاول تغيير مسماها ..رغم أنك أجدت تطبيقها بإحتراف ...!!
نعم أنت منافق
ورأيتك بأوجهك الثلاث..
ولا تعتقد أنّي غير متأكد .. وأنّي أوجه إتهامات باطلة ودون أدلّة .. ومعيَّ الدليل والله شاهدي ..
ومخافة الله لم تغادر قلبي وعيني
ولا تحاول أن تنكر بعد اليوم ..
وانتظر..
كما تدين تدان .. وإن الله يمهل ولا يهمل..
وأشكرك ضفت لقاموس حياتي تجربة عظيمة ..
وأنا سعيدة بها ..