أشواق الحريّة , نغمات اللغة, نسماتُ الحب , زوايا الهندسة , روح الطموح , هزّات الإبداع

الأحد، 30 يناير 2011

قصتي والرافعي..



بينما كنت أتجول في مكتبة المنزل , وقع نظري على ثلاثة مجلدات بعنوان وحي القلم , العنوان جذبني نحو أحد المجلدات وبدأت اتصفح الصفحة الأولى فالثانية فالثالثة ... وكلما تعمقتُ في الصفحات أكثر كلما زاد إنبهاري بأسلوب الكتاب..
أيُ رجل هذا..

إنه مصطفى صادق الرافعي , ولِد سنة 1880 مـ..

وبعد فترة من الزمن , إحدى الصديقات أعارتني كتاب لأقرأه وكان "السحاب الأحمر" .. في بداية أمري وللمرة الأولى أقرأ أدب بهذه القوة في المصطلحات والتشبيهات , بعض الفقرات لم أكن أفهمها تماماً , ولذلك كان هذا الكتاب بداية إعجابي الشديد بهذا الكاتب ..

شعرت بأنه يتحداني .. أجل يتحداني , وقبلتُ التحدي ..
قرأتُ عن سيرته الذاتية لأقف لحظة تأمل ..

 دخل الرافعى المدرسة الابتدائية ونال شهادتها ثم أصيب بمرض يقال انه التيفود أقعده عدة شهور في سريره وخرج من هذا المرض مصابا في أذنيه وظل المرض يزيد عليه عاما بعد عام حتى وصل إلى الثلاثين من عمره وقد فقد سمعه بصورة نهائية.

..   اضطره المرض إلى ترك التعليم الرسمي، واستعاض عنه بمكتبة أبيه ، إذ عكف عليها حتى استوعبها وأحاط بما فيها.

أجل ..  كان من أصحاب الارادة الحازمة القوية فلم يعبأ بالعقبات، وإنما اشتد عزمه وأخذ نفسه بالجد والاجتهاد, وعلم نفسه بنفسه حتى استطاع ان يكتسب ثقافة رفيعة وضعته في الصف الأول من أدباء عصره ومفكريه.

عزمتُ أن أقرأ كل مؤلفاته حيثُ:

حين تأملتُ السحاب الأحمر .. وجدته ممتلىء بالفكر والعمق .. توجهتُ إلى كتاب وحي القلم فتلذذتُ بمصطلحات لم أسمع بها يوماً بكل أجزائه رأيتُ الجمال .. أحببتُ أن أنظر إلى حديث القمر! أصبحتُ أنظر للقمر نظرة مختلفة نظرة تصورية عجيبة .. وحتى في رسائل الأحزان كان للحزن طعمٌ مختلف بين الكبرياء والبغض خلق بينهما الحب .. قلت لعل أوراق الورد أجد به ضالتي .. فوجدت الضالة هناك .. بين شعور الرقة والحنان .. بقي لي أن أنجول في تحت راية القرآن .. بعدما قرأتُ المساكين .. وأشفقتُ على نفسي المسكينة ..
هل علمتم ما صنع بي الرافعي ... إنه أُسطورة 

هل تعلمون متى تزوج الرافعي؟

تزوج الرافعى في الرابعة والعشرين من أخت صديقه, وأنجب من زواجه عشرة أبناء..


أما حين تقرأ الشعر للرافعي ستعشق الشعر بلا شك , ومع ذلك كان له وجهة نظر من الشعر تقول :
"ان في الشعر العربى قيودا لا تتيح له أن ينظم بالشعر كل ما يريد أن يعبر به عن نفسه" وهذه القيود بالفعل هي الوزن والقافية.

في يوم الإثنين العاشر من مايو لعام 1937 مـ

استيقظ فيلسوف القرآن لصلاة الفجر، ثم جلس يتلو القرآن، فشعر بحرقة في معدته، تناول لها دواء، ثم عاد إلى مصلاه، ومضت ساعة، ثم نهض وسار، فلما كان بالبهو سقط على الأرض، ولما هب له أهل الدار، وجدوه قد فاضت روحه الطيبة إلى بارئها، وحمل جثمانه ودفن بعد صلاة الظهر إلى جوار أبويه في مقبرة العائلة في طنطا. 

توفيّ الرافعي الأديب المفكر صاحب التشبيهات الإبداعية الرقيقة عن عمر يناهز 57 عاماً..

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ~

صنعتُ هذا الفلم تقديراً لهذا الأديب , على أمل أن يعرفه كل الوطن العربيّ , فهذا ما أتمناه بصدق~ كان رحمه الله خير مؤثر بي ..


هبة علي ~~

الجمعة، 28 يناير 2011

أجملُ هديّة !



وجدتُ نفسي تتحدث مع نفسٍ سكنتها , ما هذا التشابه , بين نفسي والأنا؟
سُعدتُ حين وجدت الأنا ترد عليّ وتشاركني ..


وهل يريدُ الإنسان غير إنسان يشاركه بالهمّ والفكر والحب..
وهل نريدُ من الإيثار إلا أن  ينتصر على الأنانية ..


أفرادُ أمتي أمسكوا السيف بقوة , اهتموا بكيفية مسكه كي لا يهرب منهم ولا يفلت من بين أيديهم ولم ينتبهوا إلى حدّت السيف كم قطعت من الحبال التي كانت موصولة ..


هو جهل أو ضيق نظر وربما حُجبوا عن بعد النظر..!


ورغم ذلك يا أمتي لا بد أن يكون بينك شقيق هو قريب من نفسي يشاركني , قد يطول البحث عنه قليلاً وربما كثيراً , وقد يأتي يوماً بعدما تفقد الأمل بوجوده ..!


هو هدية المولى لك , إياك أن تخدش الهديّة أو تُلقيها ..! ضعها في مكان يحفظها .. (كقلبك أو في جوارحك , أو عقلك )
ولا تنسى أن الله تعالى يقول : {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}..


قديماً علمونا بأن الهدية لا تُهدى , والهديّة إن بقيت مصمودة أيضاً لا فائدة منها !


لذلك اجعل الجميع يراها وينظر إليها , ليقولوا عنها رائعة , وبأنها أجملُ هديّة ..


هديتي التي أحدثكم عنها هي أختي ~ رهام المخزومي~ أهداني إياها الله وأكرمني بصحبتها 
تشاركني الهمّ والفكر والنهضة ~ ومعها سأصنع المستحيل ..


إهداء إلى أختٍ حواها القلب 

الثلاثاء، 25 يناير 2011

الحياءُ يردع..


الحياءُ يردع ..

بدأت العطلة ليبدأ معها مُعسكر القراءة التفاعلية , حددتُ كم كتاب إيماني سأقرأ وكم رواية بالإضافة إلى كُتب في النهضة والأدب..
بدأت في رواية عصفور من الشرق _ لتوفيق الحكيم ..
هناك مقاطع في الرواية تدل على إبداع متقن للكاتب توفيق الحكيم , وروايته هذه دفعتني لأقرأ المزيد لهذا الكاتب ..

وبعدما انهيت تلك الرواية , قرأت رواية آخرى .. ولن أذكر اسمها ولن أروّج عنها .. فلتذهب الرواية إلى الجحيم..!
المؤسف أن كاتب الرواية رجل صالح ولديه مؤلفات عظيمة ..

ما قمتُ بملاحظته في معظم الروايات أنها تهدف إلى إثارة الشهوة .. والتعرّض إلى مواقف أخجل أن أتحدّث عنها..!
حيث يقوموا بسرد تفاصيل تأخذ حيّز من الورق وتحجز المنتصف من بين دفتيّ الكتاب ,وتتجاوز عشر صفحات وربما أكثر..
ليبعدوا القارئ عن الرواية وينقلوه وخياله إلى فلم سينمائي , أتعجب منكم أيها الكُتاب .. آلا يوجد حياء يردّعكم..!

إلى الآن قرأت الكثير من الروايات ولم أحظى إلا على أربع روايات أنصح القارئ المسلم .. صاحب الورع والحياء بقرائتهم,
عُرسنا في الجنّة , دموع على سفوح المجد , الفضيلة , أنت لي ..
حيث لمست في هذه الروايات حس ملتزم , يذكر الكاتب فيها الصلاة والمسجد والحجاب وأخلاقيات كثيرة..

لن أنتظر من الكُتاب أن يتمسكوا بالحياء ..

ولكن أخاطبكم أنتم أيها القراء : اجعلوا طموحكم أنكم  أنتم من  سيكتب الروايات الأخلاقية الإسلامية ..
 وانتظروا وترقبوا روايتي الأولــى ..!

إلى ذلك الوقت ~ دائماً روّجوا للروايات الأخلاقية
..

الخميس، 20 يناير 2011

إنجازات فريق مسك الحياة 2010



في نهاية كل عام هناك إنجاز .. عام 2010 .. مليء بالإنجازات الخيّرة لفريق مسك الحياة , الذي لطالما كان شعاره "بث الأمل في النفوس " , لـبث الحياة في الشعوب بأرواح أعضائه المشبعين بالأمل والحياة ..
لنبدأ مسيرة الإنجازات ..

مشروع مناقشة قصة :

خطط الفريق لمشروع مناقشة قصة , ذهب الفريق متوجهاً نحو مكتبة الراية التابعة لأمانة عمّان الكبرى .. وعلى مدار أسبوعين قدّم الفريق حلقات نقاش حول قصص الأطفال .. ومنها كانوا يغرسون في الأطفال الأخلاقيات والجرأة في طرح الأفكار ..
إنتهى هذا النشاط .. وظن الفريق أن هذه الصفحة قد أُغلقت إلى الأبد .. إلى أن بعد ثلاثة شهور قامت مكتبة طبربور بالتكلم مع الفريق واستدعائهم لمناقشة قصة مع أطفال ال SOS  ..

* أبذر الخيــر ونم .. تُدغدغــك عند الصُبح ثمارُه ..!

حيث يهدف المشروع لغرس حب القراءة لدى الأطفال , وغرس أخلاقيات من خلال مناقشة القصة , بالإضافة إلى إكتشاف إبداعات ومواهب الأطفال ..


رحلة الفريق :
لا بُد لتلك الأرواح أن تلتقي لترتوي من النبع الأصيل ..!
لتستمد القوة من قلوب أخواتها ..! فيشحن بعضهم بعضاً وتتآلف الأرواح..
فكان شعارهُم : نحنُ فريق الحب لا ننحني للصعب بل ننحني للــه..


مشروع أمّة إقرأ لازم تقرأ ..:
كُتيبات كُتب عليها عبارة : لقد أعجبني هذا الكتاب , أتمنى أن تقرأه ثم عُدّ وضعه في مكان عــام , , , مع تحيات أسرة فريق مسك الحياة
وتم نشر هذه الكُتيبات بين طُلاب الجامعات وفي الحافلات وعلى المقاعد الخشبيّة..


في رمضان الخير ..:

دفاتر الملاحظات :
حضّر فريق مسك الحياة دفاتر ملاحظات (30) صفحة , قاموا بملئها بأسماء الله الحُسنى على عدد أيام الشهر , بالإضافة إلى شعارات في بداية كل عشر , حيث كانت أول عشرة أيام تحتوي على أسماء الله التي تتحدّث عن الرحمة , والعشر التالية تتحدّث عن المغفرة , والعشر الأخيرة تتحدث عن العتق من النار..



إفطار الأيتام:
المميز في الإفطار هو أفكاره : حيث كان جدول الإفطار يحتوي على ..
الساعة الأولى : تقسيم الأيتام إلى ثمانِ مجموعات وكل مجموعة تصنع عمل يدوي, بعدما يتفق الفريق على اسم وشعار يخصهم , فمثلاً مجموعة الحب قاموا بتزين الدفاتر , ومجموعة آخرى صنعوا مسابح ومجموعة آخرى صنعوا إكسسوارات ..وغيرها..



وفي الساعة الثانية : مفاجأة للأيتام , ظهور أرنوبين .. لعبوا معهم ثم طلبوا من الأطفال الجلوس وأن يُغلقوا أعينهم ليتحدثوا معهم عن الجنّة ويُقربوها لهم بأسلوبهم المبسط الممتع.. 
ثم الدعاء إلى أن جاء وقت الأذان .. حيث إنطلق الجميع للإفطار..
وبعد الفطور قام أعضاء الفريق بعمل أنشطة وألعاب .. ولعبوا معهم ثمّ قدموا لهم الهدايا والعيديّة..


CD  .. أدعيّة :
في العشر الأواخر من رمضان حيث يكثر الدعاء ..
قام الفريق بإعداد CD  يحتوي على أكثر من 20 دعاء بأصوت مختلفة وتوزيعها بين الناس..


كسوة الأيتام :
أخذ الفريق عائلة مكونة من ثلاث أطفال إلى السوق , واشتروا لهم ملابس العيد لكل فرد منهم ..
* هذا النشاط يُدخل الفرحة إلى قلبك , أروع اللحظات حين تُفرح طفل , وكيف إن كان الطفل يتيم!



في العيد :
إعتاد فريق مسك الحياة أن يكون له بصمة في العيد , وتهنئة الأحبة وبقية الناس ..
فكان العيد هذا العام أكثر من مميز حيث تعاون في إنجاح الفكرة أخوات من الوطن العربي (فلسطين والرياض والشارقة والأردن )
حيث الفكرة هي : عمل فراشات تحتوي على حلوى وعبارة للمعايدة :

هي مبادرة شبابية انطلقت من فلسطين الخير , أردن العطاء , امارات المحبة , رياض الجمال لتقول لكم بصوت واحد " كل عام وأنتم بألف خير"




خاروف العيد :
اقترحت إحدى الأخوات أن تُساهم كل فتاة من الفريق بمبلغ من المال  لـ ذبح (خاروف العيد) وتوزيعه على الفقراء..


حملة إنهم كانوا يُسارعون في الخيرات :


ختاماً حصل الفريق على تكريم  وجائزة من أصحاب مبادرة :
 "على قلب رجل واحد "


وهذا  فلم بإنجازات الفريق:


بالنهاية : بإمكان كل منّا أن يكوّن فريق كمسكـ الحياة , يخدم ويساعد من حوله..
وينشل الأمّة من التخلّف .. نحو الإزدهار ..
فكن واحداً منهم.










الثلاثاء، 18 يناير 2011

القمر ..!




في نفسي حجرة آراها تشتاقُ لشعاعك أيّها القمر ..!
ملئتها بأسرار الجمال فأطلقت نغمات بشتى الطبقات .. فغادرت صمّامات جوفك الفتّان ..
لتمكث في جوفي الحيران..!

يا نموذج الطهارة والبياض , ما بال الغيمة تُصر على إخفائك , أم أنّك تتعمد الإختفاء خلفها ..
أهي غمامة أفكار تركت السماء بكاملها ووقفت أمامك ..!
قمري .. كانت طلتك عليّ مبتسماً تفوق كل الجمال ..
أين تلك الإبتسامة المنتصرة .. المختبئة خلف الكبرياء صامدة .. أحبها حين تثني عليّ بصمت ..
ربما يطول الإنتظار .. ولكن الغمامة التي تحول بيني وبينك ستزول ..
أثق .. أثق بأنك ستصبر وستمدني بالصبر ..!
وستشد على فؤادي .. في كل منتصف شهر ..

قويٌ أنت هذا اليوم .. لا اضطراب يملىء جوفك .. ويتحدّث صمتك بطلاقة .. ولا تستطيع أن تخفي بريق نظراتك
أرسلت أشواقك , لتعلمني مُتعة تحليل الأُحجيات ..
وسأبقى متوقفة عند أول أُحجية , ألغرض العجز عن الإدراك .. أم رغبة منّي عدم التنقل بينها ..!
وآراك تفهمني وتعرفُ الإجابة وترضيك .. فتبتسم ..!

قمري .. أنت بعيدٌ عن نواظري .. قريب..
تختفي وراء الكبرياء .. ويفضحك الإشتياق..
تدعي الإنعزال .. ولكنّك مُطلع على الأجواء والأحوال ..

يا قمر يعجبني حنانك ..
يعجبني صفاؤك ..
يعجبني بُعدك .. على أن لا يطول!
على أمل أن ينجلي الصمت الناطق ..

سلامٌ عليك قمري الهادئ..

الاثنين، 17 يناير 2011

صانعُ المجد..



**قصة صانع المجد مستوحاة من العديد من المواقف والقصص , قمت بجمعها بتصرّف لتصلح لعمل مسرحي , تتكون من ثلاثة فصول:

.....

(صانع المجد مع الإيمان)

الفصل الأول..

في يوم الجمعة بينما صانع المجد جالس في منزله وقد غمرته الهموم والأحزان بعدما ماتت والدته في حادث سيارة .. أصبح لا يطيق العيش دونها .. حتى أنه فكر بالانتحار... وعلّق مشنقته.

وإذ بأحدهم  يدق باب بيته .. ويصر.. ويدق مراراً وتركراراً..
فتساءل من يدق بابه بعدما توفت أمه .. ومن وراء هذا الاصرار
فتح الباب وإذ به طفل يحمل كُتيب صغير إعتاد أن يوزعه على البيوت في كل يوم جمعة..

يحتوي الكتيب على موضوعات الايمان والذكر والجنة واليقين وحب الله.
أخذ الكتيب ... وكانت نقطة التحوّل بعدما قرأ:

عن أنس بن مالك رضي عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى :" يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ياابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة " رواه الترمذي

فخرج صوت من الأعماق .. يهز الوجدان.

يارب جئت إليك ببكاء رضيع.. وخضوع فقير..
إيمانه قل .. وقلبه هجر القرآن .. وخان عهد الفرقان.

فنطق فؤادي قبل لساني... فيارب سامحني وتقبلني

...

(صانع المجد مع القرآن)

الفصل الثاني:

وبعدما التحق بحلقات عباد الرحمن وحفظ القرآن والدروس والأحكام... وداوم عليها باستمرار..
ذات يوم سأل شيخه سؤال..؟
إني أحاول قراءة القرآن .. ولكني لا أفهم الكثير منه , وإذا فهمت فإني أنسى ما فهمته بمجرد أن أغلق مصحفي.
فما فائدة القرآن إذاً؟؟

يا بني اجلب لي سلة فحم خالية, واذهب بها الى البئر ثم آتني بها مليئة بالماء...!!
فعل صانع المجد ما أمره به وعاد إليه .. وقال: لكن السلة ستبقى فارغة..
قال له حاول مرة أخرى .. فحاول وعاد إليه بالسلة الفارغة..
وقال له إنها عملية مستحيلة ... وما الفائدة منها؟!
قال له : أتظن أنه لا فائدة مما فعلت..!
أنظر الى السلة .. هل أصبحت مختلفة؟؟
ألم تكن متسخة بالفحم, والآن هي نظيفة من الداخل والخارج

فهذا بالضبط ما يحدث عندما نقرأ القرآن: ...

قد لا نفهم بعضه, وقد ننسى ما فهمنا وما حفظنا من آياته ولكنك حين تقرؤه سوف تتغير للأفضل من الداخل والخارج , تماماً مثل هذه السلة..

يا بني إننا لن نتعلم شيئاً إن لم نمارسه ونطبقه في حياتنا... إذا أردت أن تتذكر ما فهمت وحفظت .. عليك ان تُطبقه.

يا بني .. إن مواعظ القرآن تذيب الحديد , والمفهوم كل لحظة زجر جديد, وللقلوب النيرة كل يوم به وعيد, غير أن الغافل  يتلوه ولا يستفيد...

..

(صانع المجد مع العلم)


الفصل الثالث:

قال الأستاذ لصانع المجد ... قف واعرب
أجاب: لا أجيد الاعراب
قف يا بني وأجب عن هذه المسألة الرياضية
لا أجيد الرياضيات
يا بني ما رأيك بهذه المسألة الفقهية؟
لا رأي لي... ما دام العلماء اختلفوا
يا بني ما رأيك أن تبحث لي عن الكون والفضاء والنجوم؟
يا معلمي, كفى اثقلت عليّ
أنا طالب بسيط .. أعيش لـ أأكل وأنام , والحمدلله أصلي الصلوات وأذكر الله واقرأ القرآن...

صاح المعلم:
أهذا همّ حامل راية الاسلام .. أهذا همّ صنّاع المجد؟
أهذا ردك وهدفك وهمّك؟؟؟؟؟
استيقظ يا بني ... فليس هناك صانع للمجد لا يعمل ويتعلم..

"إننا نحرص أن تنجح بتفوق في دراستك , لأن في ذلك نجاحاً للدعوة , فالأخ المسلم يجب ان يتفوق في كل ميادين الحياة , لأن دعوتنا في حاجة الى كل القضايا العلمية.."

معذرة استاذي
فكلامك حرك أشجاني وألهب وجداني
فكلامك نار تبعث احزاني وتصد كياني..
معذرة أستاذي..

..

الخاتمة:


جمع صانع المجد إخوانه بعدما تثقف بالعلم والقرآن .. وسمى في قلبه الايمان
وقف وقال لهم بصوت عال يغرس في قلوب الشباب الهمة والعزيمة بعبارات متزلزلة:

يلا يا شباب إيد بإيد شدو الهمة لازم نغير واقع هالأمة .. خلونا نعلى للقمة يلا يا شباب..



الأربعاء، 12 يناير 2011

الفرق بين هؤلاء وهؤلاء!


الفرق بين هؤلاء وهؤلاء..!

إننا نرى في الحياة تفاوت الناس , وترى الواحد من هؤلاء ما يُميزه عن غيره , وما يدفعه ليقدم ما لا يقدمه غيره ..!
لنتصوّر الأرض وما عليها من أمثلة ..
 فانظر إلى (فلان) حين تطلب منه خدمة .. يقدمها لك بكل نفس واسعة , وعبارات مُرحبة ..
أمّا ذاك تطلب منه خدمة بسيطة ,يخلق لأجلها الأكاذيب والحجج الفارغة ويتهرب منك..!
(فلان) يتقدم للعمل التطوعي ويحرق نفسه للتطوّع والخير .. أمّا ذاك عندما تحدّثه وتحثه على عمل تطوعي .. يقول وما المقابل؟؟
حين أواجه أشخاص أمثال فلان وفلان .. أتذكر قول الله سبحانه وتعالى : "وتعاونوا على البر والتقوى .."
وحين أتذكر أمثال ذاك وذاك وذاك .. أتذكر قول : شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس..

مجتمعاتنا لن تنهض .. ولن تنهض ما دام هناك أعداد كبيرة من أمثال ذاك..
مجتمعاتنا ستنهض إن عملنا في جماعة وفي يد واحدة..!

كيف سنعمل بيد واحدة وهناك من يهاجمنا و ضدنا في الفكر والعمل .. رغم أننا ندعوا إلى نفس الغاية.!؟
فحين تسألهم ما هي الغاية التي تسعون ورائها .. سيجيبونك الله ورسوله والنهضة ..!
إذاً لماذا لا نرى سوى العناد , والتكبّر , والإنفراد بالخير .؟

غاية الله ورسوله .. الوحدة وعدم التفرقة .
غاية الله ورسوله التعاون .
غاية الله ورسوله مساعدة الآخرين ..

إن نظر كل شخص منّا لمن حوله , وحاول أن يعطي بلى مقابل , وأن يتعاون ويمد يد المساعدة ..
والله.. سننهض.!
وستكون أنت أول الناهضين , وسيتأثر من حولك بك ..
وكلّما ازدت عناد وتكبّر سيبتعد الناس عنك , وستعكس الصورة الخاطئة عن الغاية المتمسك بها..

هل أدركتم الفرق بين هؤلاء وهؤلاء ..
نعم إنها صدق الغاية , اصدق الغاية مع نفسك أولاً ..ثم اعمل بها ..
لن نقبل عملاً دون صدق ..
وكان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ..