أشواق الحريّة , نغمات اللغة, نسماتُ الحب , زوايا الهندسة , روح الطموح , هزّات الإبداع

السبت، 1 يناير 2011

الوحدة الإيجابية والطاقة اليومية..



الوحدة: مصطلح قاسي إن تم تطبيقه أو الوقوع فيه .. حتماً ليس الحل الوحدة والعزلة قد يصاب كلا منّا برغبة بالجلوس وحده .. بالكتابة وحده وحتى بالبكاء وحده... ولكن في أحيان كثيرة يحتاج لمن ينصحه .. ويسمع له وحتى يمسح دمعته برفق وحنان..

قالوا بأن خير جليس في هذا الزمان الكتاب .. ولا أعترض على هذا القول .. ولكن بالمقابل ما رأيك بكتاب 
متحرك .. ذو مشاعر وعواطف وأحاسيس .. كتاب من البشر!! يجالسك ويحدثك بما شئت!! أليس بخير جليس..

هناك الكثير أيضاً من الجلساء .. لا يمكننا الإستغناء عنهم وحتى الإبتعاد عنهم .. لأن بدورنا نحن يجب أن نكون كالكتاب لهم .. وأيضاً يجب علينا أن نكون لهم ذلك القائد المسير .. وننقلهم إلى مستوى تفكيرنا ..وبالإجمال إلى مستوانا نحن .. وإن ابتعدنا عنهم واعتزلناهم إذاً ضاعوا..

ما يدور ببالي حقاً لماذا نرغب بالجلوس بعيداً عن من حولنا .. بعيداً عن دنيانا .. هل هي فطرة .. أم أنها مجرد هاجس ورغبة تراودنا..
كنت أظن أن وحدي يفكر بالعزلة أو الراحة من الناس لمدة معينة أسميها فترة نقاهة بعيداً عن المشاكل والهموم.

ولكن سرعان ما أعود إلى مخالطتهم بتلك الروح المشبعة بحبهم .. وكأنها الفطرة تناديني من جديد .. أن حياتك بمشاكلهم أجمل .. حياتك مع المعاناة أروع..

ذات يوم كنت أقرأ في سيرة القائد العظيم وقدوتنا .. الحبيب المصطفى عليه السلام , حيث سيرته العظيمة تتحدث عن كل القضايا التي نتعايشها في حياتنا ونراه قد تخطاها قبلنا..
واستوقفني موقفه : عندما تنزل عليه جبريل عليه السلام ليحدّثه عن أن للنار سبعة أبواب وأن هناك باب سيدخله المؤمنون من أمته لإرتكابهم الكبائر ..
عندها اعتزل الرسول أصحابه لمدّة ثلاثة أيام , كان لا يخرج إلا لصلاة ثم يعود إلى منزله , حتى أن أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وسلمان الفارسي يمرون على بيته يطلبون رؤيته ولا أحد يُجيب.. إلى أن دخلت عليه قرة عينه فاطمة فشكى لها..!
انتهى الموقف..

عندما لجأ إلى الوحدة .. كان لسبب عظيم سبب يخص أمته وليس لمصلحته الشخصية ..
فهل لنا .. إن أردنا الإبتعاد عمن حولنا أن يكون لـ همّ يخص أمة وليس فقط للراحة والإرتياح ..

بالمقابل هناك ومع الجانب الإيجابي للوحدة..

الكثير يرغب بوحدة ليكون أقرب .. وحدة لتجعله أرقى ..!
وحدة وأي وحدة وهو مع مالك الملك ..
لا أسميها بوحدة وإنما هي (زاد الحياة ) .. زاد لمسير .. زاد لسفر طويل..

فرسولنا الكريم عند لجوئه إلى غار حراء .. ثلاث سنوات من العزلة :
لأن لا بُد لهذه الروح من خلوة وعزلة بعض الوقت , وإنقطاع عن شواغل الأرض وضجة الحياة , وهموم الناس الصغيرة التي تُشغل الحياة..

مع العلم بأن هذه العزلة تكون من تدبير الله لنا .. رغبة منه بسماع صوت المناجاة والبكاء..!
الأروع من ذلك حين نتقن فن < العزلة مع المخالطة > كما كان رسولنا الكريم..

هذه هي الوحدة الإيجابية والطاقة اليومية..



هناك 4 تعليقات:

وسيم يقول...

كلام جميل أختي العزيزة هبة!
هي فعلا زاد الحياة ولابد لكل واحد منا ساعة صفاء يخلو بها مع نفسه ليتفكر ويتأمل.
بوركت..

هبة العواملة يقول...

أخي الكريم..
شكراً لك
الأهم أن تبقى ضمن الوحدة الإيجابية :)

أهلا بكَ دوماً

كوني طيبة faizadeh يقول...

لكل شيء في حياتنا وجهين :)
ايجابي و سلبي
لكن كل ما يحدث لنا هو من فعل افكارنا
مشكورة عزيزتي
وبارك الله فيك

هبة العواملة يقول...

أيتها الطيبة ..
والغاية التي نسعى لها أن نتمسك بالوجه الإيجابي من الحياة ..
الله يقدرنا يارب ..

من الذي يعبر عن أفكارك غيرك ..؟

شُكراً لكِ أيتها الطيبة