أشواق الحريّة , نغمات اللغة, نسماتُ الحب , زوايا الهندسة , روح الطموح , هزّات الإبداع

السبت، 5 فبراير 2011

صفحةٌ منسية..



جففت دموعها وهي تفتح المفكرة ..
قرأت  في أول صفحة .. "سأصل إليك وربّ السماء "
بدأت بتقليب الصفحات .. بعدما مرّت على صفحات تعادل الأسابيع فوجدت عبارة " سأصل إليك .. ولكن تمهل "
أصبحت تُقلب الصفحات أكثر فأكثر لتعادل الأشهر ..
لتجد عبارة "أشعر بأني سأصل , فهل ستنتظر ؟"
قلّبت الصفحات فالصفحات : "اقتربتُ منك .. "


وبعدها بعشر صفحات ..
 وجدت ثلاث نقاط  " . . . "


قلّبت الصفحات بسرعة مذهلة .. "أستسلم .. لن أصل "


رجعت إلى تاريخ الثلاث نقاط .. وحاولت أن تربط التاريخ بواقعه..


فتذكرت مــا كــان..!
وفتحت آخر صفحة في المفكرة .. فقرأت ما سُطر عليها :


كنتُ سعيدة جداً بتمسكك بي في البداية..
كنتُ متأكدة بأنك ستصل إليّ .. شعرتُ بالخوف حين بدأت تفقد الحماس بالتمهل ..!
تمهل .. كلمة كاشفة كشفت عن مكنون نفسك ..
أيقنتُ بعدها يا عزيزي بأن اليأس بدأ بالتهجم عليك ..


وبالثلاث نقاط .
عبرتُ لك عن حرصي الشديد عليك .. فنطقتُها وكنتُ أعنيها :بأن اعتني بنفسك وسأكون لك وفيه.
لا أنكر أني أردتُ المراوغة لتتمسك بي أكثر ..!


ولكنكَ تسرعت وأرسلت إليَّ : إني أحبك , ولحبي المفرط لك سأتركك..!


أدركتُ حينها أني خسرتك .


أغلقت المفكرة وهي تجهش بالبكاء وتنحب ..
وضربت بيدها طرف الدفتر غير متعمدة ليسقط على الأرض ..
وقد فُتحت صفحة منسية سُطر عليها  ..


"قتلتُ حُلمي ... فقتلني "







هناك تعليق واحد:

بتول ياقتي يقول...

مررنا جميعا ً ربما سابقا ً بهذه المراحل ..

فنحن دوما ً نجهل مستقبلنا وما يخبئه لنا : )

فقط علينا أن نثق ونوقن بأقدار الله لنا ..

تذكرت جميلة كتبتها مُسبقا ً :

قد كان َ ضلعـُك للقلب ِ مأمن !

فلما انكسـَر َ .. كان له في المقتل ..

تحيـّاتي ..