سأنتقل لمحور آخر .. بينما كنت غارقة في بحر صناعة الحياة .. تحدثت بدورك عن الولاء..
فقلت:
الولاء: مثل نهر جار صافٍ , عليّ أنا المسلم أن أستفيد منه من جهة ضفتّية ولا أدع من في الضفة الأخرى يحتكرون الاستفادة..
الحياة صنعها صانعون.. فأكون أنا من صناعها , ولا ألوم القدر , ولا أستسلم.
كم وجدنا هذا النوع في الجامعة.. العلم فقط لهم.. العلم فقط من أجل العلامة.. لا يهمهم الا هذا فقط!! نماذج بالأنانية رأيتها بأم عيني.. طبعاً الا من رحم ربي.. فيوجد العكس تماماً تعلمت من أخوات عاشرتهم رائعات بكل معنى الكلمة.. من يطلب المساعدة يقدموها لهم على أكف الراحة..
فها هي صديقتي تأتي من الثامنة صباحاً فقط لكي تشرح لي مادة لم أفهمها!! استغربت من تصرفها حضرت من أجل أن تفهمني رغم أنها غير مجبرة بهذا العمل..
تعلمت أن أكون مثلها فهي حقاً صانعة للحياة ولم تحتكر العلم ابداً.. ولم تحتكر الاستفادة..
المسلم يجب أن يكون مرن وأن يتنقل من مكان الى مكان من أجل الحصول على الفائدة.. تذكرت حال السلف الصالح والصحابة الكرام منهم من كان ينتقل من الشام الى العراق على دابة يركبها من أجل طلب العلم..
في وقتنا الحاضر كل السبل مؤمّنه اذاً لماذا لا نكلف أنفسنا بالبحث والتعلم.. حتى تتقوى ذخيرتنا ونوسع نطاق علمنا وتفكيرنا..!
"بإستثمار الولاء, وبمعرفة دور القدر في معركة الحياة والتصدي لقدر الخير بفعل الخير, وبتحديد المستقبل والسعي الهادف له"
معرفة دور القدر والايمان به.. ولا ننسى دور اليقين أيضاً وأهميته .. جملة التصدي لقدر الخير بفعل الخير.. جملة معبرة.. كل القدر خير لنا .. عسى أن تكرهو شيئا وهو خير لكم.. حصل معي موقف صغير كنت في امتحان عملي فكان المشرف دكتور رائع وطيب جداً عندما جاء دوري وإذ بالدكتور يخرج ليحل مكانه مشرف أخر.. عندها شعرت بالضجر وتدايقت وخفت بأن يكون حظي مع مشرف قاسي.. وقالت لي صديقتي عسى أن تكرهو شيئاً وهو خير لكم.. أخبرتها : ربما .. وفعلا صدقت المشرف الذي راقب عليّ طيب جداً.. فعلا خير كان خيراً لي..
للأسف .. كم نفتقد اليقين..!!
بنيتي:إليكي هذا الشعار
"نحن في تصرف وتغيرللموجود, والحداد قد يطرق قطعة الحديد فيؤلمها, من أجل أن يضيف إلى حوزة الحياة آلة منتجة,وكذلك النجار قد ينحت الخشب ويهدر منه الكثير من أجل الجمال وكذلك الداعية مهندس الحياة.."
هل أصلح أن أكون داعية؟؟ فأنا كثيرة الخطأ.. وتراودني أيام الفتور.. ليست حياتي كالصحابة.. ولا كالتابعين.. يوم أكون على صراط المستقيم ويوم تزل قدمي.. كيف لي أن أكون داعية؟ لا أنكر أن خير التوابين .. الخطائين.. فربما تمر علي أيام أشعر بقوة الايمان وأشعر كم أنا قريبة من خالقي وأن لن يسبقني اليه أحد..
"انه الداعية المسلم..
وجد نفسه محصوراً بين جدران.. واكتشف سلباً يلفه..
فانتفض.. ولم يؤمن بمفتاح بطيء.. بل كسر القفل القديم..
ورماه .. ثم خطا خطوات العزم والتصميم.. فكانت نقلته قوية لمعت ببريق الإدارة .. حتى أنها كسرت العتبة!! وخرج إلى سعة وضياء وأفق رحيب..
معه العلم والكتاب.. ويدير دولاب الحضارة..
ومضى يحدوه منهجهه الالهي.. يؤكد ذاته المتميزة .. ويصنع الحياة..
هذا ما يجري معنا حقاً.. عندما نخطو خطوة بالطريق الخاطئ يبدأ الضمير الحي دوماً بالتنبيه ..
"الجزم!! البرهان: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل : الدعاة كإبل مئة , وإنما قال (الناس كإبل مئة), ونحن لسنا ناس, بل نحن الرواحل كلنا, ونحن صفوة بالعامة اللاهين..؟!"
كيف نساوي أنفسنا بالعامة اللاهين!! نعم كيف نساوي أنفسنا بهم.. حقاً نحن المسلمين حق الاسلام تذوقنا الكثير الذي لم يتذوقه غيرنا.. من تذوق حلاوة المناجاة وحلاوة البكاء من خشية الله وحلاوة الحب وحلاوة الطاعة .
كلماتك يا أستاذي الدكتور منهجية في عقلي .. شققت الطريق على درب صناعة الحياة .. وكلماتك زاد لي في مسيرتي ..
جزاك الله خيراً على هذا الطرح المشوق ... وسأكون من المتابعين لك دوماً دكتوري الفاضل .. وسأسير على منهج الإصلاح والتغيير والصناعة .
~~~~~~~
إن فاتتك الحلقة الآولى
فتابعها ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق