أشواق الحريّة , نغمات اللغة, نسماتُ الحب , زوايا الهندسة , روح الطموح , هزّات الإبداع

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

سبت اللقاء ~ تجارب



أشتاق لسبت اللقاء حين كنت أستيقظ على رائحة الفجر , لتجديد النيات والروحانيات , لأزرع في قلوب أطفالي أسمى الأخلاق وعشق القرآن , وروح الجماعة والروحانيات..

في إحدى اللقاءات حيث دخلت على أطفالي بتلك الشخصية التي تطمح أن تقدم بكل طاقاتها ما تستطيع أن تقدمه ذلك اليوم , علّه آخر يوم إنجاز بينهم ..

سورة القلم (ن * والقلم وما يسطرون ) .. تعرفنا على السورة ومحتوياتها ومواضيعها .. فللحظات شعرت ببعض الحزن المفاجيء , عندما رأيت عدد الفتيات قليل , قلتُ بأسى : يبدو أن الله غير راض عني ولا يريدني أن أفيد أكبر قدر .. استعنت بالله من جديد وإذ بالباب يفتح ويتكاثر العدد حتى اكتمل ...

عندها أشرقت النفس من جديد , وكأن قلبي أبشر بقبول هذا اليوم , وعادت روحي تتألق مع أرواح ملائكية , أبهرتني طفلتي رغد حين حفظت المقرر من الآيات في نفس الساعة , فحفزتها بخطوة نحو الجنة ..

بعد المحور الأساسي الا وهو القرآن , إنطلقنا إلى محور آخر هو محبب لدي .. وممتع (أحكام التجويد ) فكانت حصة نشيطة ..

وبعدها إنتقلنا حيث الضوضاء والإستراحة والطعام واللعب والضحكات البريئة !

حاولت البقاء بجانبهم وأن أجمع تفرقهم , فجلسنا بحلقة واحدة  وتناولنا فطورنا مع بعضنا البعض , ولعبنا لعبتنا الشهيرة , مين أخليه يحكي اه ؟ وضحكنا كثيراً..

ثمّ عدنا إلى إطار وحدتنا إلى شعبتنا ومكان جلوسنا وحواراتنا .
فأبحرنا في تفسير القرآن .. ولأنهم أطفال يعشقون اللعب , تم تفسير الآيات بأسلوب المسابقات , ومعاني الكلمات بلعبة الكلمات المتقاطعة.

وبعدها , مع السيرة النبوية فقد كانت لحظات ناجحة , تُركز الحصة هذه على القيادة , وأن من صفات القائد أنّه رحيم وأنه قدوة لغيره , وتناقشنا بمفهوم القدوة .. ثم سلّمت لكل فتاة ورقة لتجيب عن هذه الأسئلة ؟

-      من قدوتك ؟ ... (الإيجابات : ماما – بابا – أخي ..)
-      هل تصلحين أن أن تكون قدوة لغيرك ؟ ( الإيجابات : نعم – لا – لا أدري)
-      هل أنتِ متكبرة ؟  (الهدف من هذا السؤال لفت النظر لهذه الكلمة ومفهومها , وبالطبع كانت الإيجابات بـ :لا)
-      وأخيراً , رشحي فتاة من زميلاتك لتكون قائدة ؟

بناءً على الإيجابات , تم تقسيم الفتيات إلى مجموعات , وتعيين قائدة لكل مجموعة , حرصت أن تكون القائدة (إنطوائية بعض الشيء , من النوع الهادئ ) لصقل هذه الشخصية لتصبح شخصية إجتماعية مرحة .

لم أتوقع نجاحهم بهذه المهمة , ولكني رأيت مواقف مذهلة وتنظيم مبهر , وكأن التنافس بينهم صنع العجائب .

ساعدت هذه الفكرة على تنظيم حصة النشاط : حيث كان النشاط عبارة عن (مطالعة ) بتقديم قصة لكل مجموعة خالية من أي عنوان , ومهمة الأطفال قراءة القصة وإختيار عنوان مناسب , فكان عنوان متقن الصنيع , وأعجبني إحدى المجموعات اختار عنوان لقصتهم ( يداً بيد لنزرع الأمل).

زرع الله الأمل في قلوبكم كما زرعتموه في قلوبنا ..
منذ تسع سنوات وأنا أمارس مثل هكذا لقاءات , حفظ الله مراكزنا فهي تعني لي الكثير
حتى رغم بعدي عنهم وعدم مقدرتي لتخطيهم ...! 

هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

لطالما أحببتُ لهفتك لتلك اللحظات,,
تحضيرك لها,, وإخلاصك فيها..

فكم هو جميلٌ العمل,, وكم هو رائعٌ بثُّ الأمل..
فما أجملك إن كنت إيجابياً
ولك بصمتك في الحياة..

ما أريد أن أختم به أتذكرين ذلك السبت؟!
لقد رزقك الله سبتَ لقاءٍ آخر..
فاستغليه وكوني عند حسن ظنه بك..

جعل الله سبتك وأيامك كلها مليئة
بالرقيّ والأنجااااز

تابعي طريقك صديقتي :))

هبة العواملة يقول...

أتعلمين ...
9 سنوات .. كانت إعداد وعشق لتلك الأماكن ..

والآن , جاء وقت نثر ما تعلمناه .. 9 سنوات أضافت لي الكثير (شخصيات وروحانيات وعلوم وأخطاء)

هي خبرات وخبرات جمعت لتجنب الأخطاء ..
ليصبح سبتنا أكثر رقي مع أناس رائعين..

حيث مهمتنا الحالية أن نزرع البذور ... ونتركها لنرى الثمار بعد مدة ... وسنراها بإذن الله..

أنتِ أيتها الملهمة ... أشكرك على دعمك :)
سأتابع بقوة برفقتك