الإنسانية في سطور
ذات يوْم تفاجَئْت بمنظر رامي واقف أمام المدرسة يُخاطبها , حيث كان يقول لها : أنتِ يا مدرستي ضخمة لكنكِ فارغة , جميلة من الخارج وفي داخلك مقاعد وألواح .
وفي ذات يوْم وَجَدْتُهُ يخاطب الكرة الأرضية بضَجَر وتَعَب : أنتِ أيتها الكرة دائرية ولكنكِ تبدين مُستقيمة في أعيننا , ضخمة ولكن يسهُل اهتزازك وثوَرانك .
وأخيراً وَجَدْتُهُ في زاوية يُخاطب قطة جميلة : أنتِ أيتها القطة الماهرة الناكرة , أُطْعِمُكِ وتَبقين تُصدرين أصوات الشَفَقة , فيا ليْتكِ تشبعين , تُلاحقيني إلى كل مكان , تطمعين بمُجاورتي لتحظي على حناني ..... وحين أرفضكِ تنكبّين عليَّ بمخالبكِ فتُؤذينني !!
مساءً وَجَدْتُ رامي جالس على مكتبه يكتب , أتعلمون من المدرسة : أنتم أيها المعلمون تحظون على شهادات كبيرة ضخمة ولكن لا تستطيعون أن توصِلوا لنا المعلومة , ملابسكم الفاخرة لا تلفتنا .... نريد علماً وليس ألواحاً .
وأنتِ أيتها الكرة الأرضية : تُشبهين معظم البشرية , تبدين في حُلّة عظيمة , تُحبين الجميع وفي داخلك بُغض للجميع , نكتشفكِ في مواقف النقاش , فَتتمسّكين بمبدئكِ الخاطئ فَيَسهُل استفزازك وثَوَرانك , فتُنكرين الجميل .
وأنتِ أيتها القطة : أنتِ الصديق غير الصدوق , الذي يلغي الوُدّ مع أوّل خلاف , لا تتمتّعين برقابة ذاتية ولا حتى بِلباقة تسامحية , فَتُؤذين وتُكملين المسير ..... !!!!
إن حَظِيَ العالم بالمُعلّم الصادق المُتعلّم , وبِبشرية مُتفهّمة مُتعاونة , وصديق يتناسى الأخطاء , وشاب يسعى إلى نهضة تعليمية ويُحسن التشبيه مثل رامي , ماذا سَيَحِلّ بالإنسانية ؟؟!!!؟؟؟
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق